اشتد التنافس حول الانتخابات الرئاسية الجزائرية في الأيام الأخيرة، مع بدء العد التنازلي وبوادر ظهور جميع المؤشرات حسب ملاحظين للمشهد السياسي. ويستمر توافد الشخصيات المستقلة أو المتحزبة على مكتب السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بقصر الأمم بنادي الصنوبر لسحب استمارات جمع التوقيعات، فيما ذكرت اللجنة انها سترفض أي ترشيح بسبب عدم الحيازة على شهادة جامعية
وظهر في القائمة رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، اضافة الى عبد القادر بن قرينة وعلي زغدود و رئيس حزب الجزائر للرفاه عروج مراد و عز الدين ميهوبي من الارندي بالإضافة الى الوزير الأول الأسبق عبد المجيد تبون الذي سيدخل الانتخابات كمترشح حر ولن يكون تحت غطاء أي حزب سياسي

و قال الإعلامي أسامة وحيد ، إن أولاده السبب في رغبته بالترشح ، موضحا أن ترشحه كان مسؤولية أخلاقية ، بعيدة عن كل طموح شخصي، وعن ترشحه أمام عبد المجيد تبون وعلي بن فليس ، صرح “أنهما أوهمونا أنهما كبيران منذ سنوات وتعلما فينا الحلاقة كل بطريقته”..
من جهته، قال سليمان بخليلي “ان الجزائر اليوم في حاجة إلى القلوب قبل العقول، وأول نقطة في برنامجي هي ترميم القلوب، ولذلك ، فإن أولى أولوياتي أن تسترجع القلوب رقّتها وحرارتها وطيبتها، وإذا منحني الجزائريون ثقتهم فسأجعل المحطة الأولى التي أنطلق منها في عملي هي : تقريب العلماء والمفكرين والأدباء والموهوبين مهما اختلفت مشاربهم فهم وحدهم من يضمن المستقبل ، وذلك هو منطلقي الأول في ترميم العقول والقلوب”

وقال الاقتصادي فارس مسدور “بما أنني اقتصادي سيكون برنامجي اقتصاديا بشكل أكبر، يحمل عنوان الحرية الاقتصادية، حرية المبادرة، حرية المقاولة و اعطاء فرصة للشباب ليجسدوا مشاريعهم الاقتصادية على أرض الواقع” ..
وعلى غير العادة، خالفت الأحزاب الاسلاموية التوقعات، حيث كشف عبد الرزاق مقري أن عدم ترشح حركة مجتمع السلم في الانتخابات الرئاسية راجع لعدم توفر الظروف المناسبة للمنافسة وانسجاما مع مواقفها السابقة
جاء هذا بعد اجتماع مجلس الشورى الوطني لحركة مجتمع السلم في دورة استثنائية لمناقشة موقف الحركة من الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها ديسمبر المقبل..
أما رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، فقال ان الجبهة اعتبرت نفسها غير معنية بالاستحقاق الرئاسي، وتركت الأمر في اتخاذ مواقف جديدة بحسب ما يجد من معطيات وظروف.
وأضاف في ذات الصدد: “هناك من فهم أن جبهة العدالة والتنمية تبحث عن مرشح توافقي وستؤيد آخر رغم أن ذلك لم يرد في بياننا ، لسنا ضد المبدأ لكن الموقف العملي معلق على ما قد يجد من أحداث في الساحة ، حاليا لا نجد من بين من ترشحوا ما يستحق هذه الثقة لكن في المستقبل سنرى ما يحدث”
و أعلن رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش في بيان يوم الخميس عن عدم ترشحه لرئاسيات 12 ديسمبر، وكتب حمروش يقول “لقد عبرت عن موقفي بكل وضوح ممكن وأبديت وجهات نظري حول حال بلادنا وحول الآمال التي تغذي طموحات مواطنينا وكذا عن الاستحقاقات المسطرة. وكنت دائما أتحاشى الغموض وأرفض المخادعة. و يرى حمروش ، ان ترشحه للرئاسيات يقف على شرط عزل جماعات الولاء”
كما لم تخل استحقاقات رئاسيات ديسمبر 2019 من بعض المهرجين الذين يبحثون عن الشهرة الاعلامية و الذين توافدوا على مكتب اللجنة المستقلة لسحب استمارات الترشح ، الغريب أنهم لا يملكون مستوى علميا أو ثقافيا يسمح لهم بالترشح، فضلا عن برامجهم الطريفة كالمترشح الذي وعد بتزويج كل الجزائريين..
ويتوقع بعض المحللين أن تتغير موازين الغلبة بناء على التكتيك السياسي، الذي ستوظف فيه الشخصيات القوية خبرتها وحنكتها.. حيث بدأت استعدادات المترشحين للانتخابات الرئاسية قبل انطلاق الحملة الانتخابية الشهر المقبل وذلك عبر تركيز كل منهم لفريق حملته الانتخابية و المترأس لهذا الفريق
ويرى الملاحظون أن المنافسة محصورة تقريبا بين تبون عبد المجيد وعلي بن فليس مع وجود احتمال لمفاجآت انتخابية وتواجه رغبة السلطات في تنظيم انتخابات بشكل مستعجل، جملة من العراقيل أبرزها استمرار الشعارات الرافضة للرئاسيات داخل الحراك الشعبي، وتيار المعارضة الراديكالية المصرعلى الذهاب لفترة انتقالية