في هذا الحوار القصير الذي ينشر باللغتين الفرنسية والعربية في جريدة الوطن وموقع جنوب.كم يشرح لنا رسام الكاريكاتير الطاهر جحيش أصيل المغير رأيه في الاحداث التي وقعت مؤخرا في مسقط رأسه وتفاعله مع الحراك الاجتماعي الذي شارك فيه الأهالي رجالا ونساء وأطفالا

بداية كيف تابعت احداث المغير وما موقفك منها كمواطن وما الاصداء التي استقيتها من المدينة وسكانها وضواحيها في ظل تضارب المعلومات في الاعلام الوطني والمحلي وانحياز بعضه الى السلطات
في الحقيقة تابعت احداث المغير من مستغانم، وقد ساعدني وجود وسائل الاتصال والفايسبوك على الاطلاع على مجريات وتفاصيلها. وكما هو معلوم بدأت مطالبات سكان واد ريغ منذ مدة وهي أغلب المدن الواقعة على هذا الطريق كاسطيل وأم الطيور والمغير وسيدي خليل وجامعة وحتى بلديات تابعة لورقلة يعني سكان منطقة تمتد على طول 150 كلم تقريبا. بدأت المطالبة بتوسيع واصلاح الطريق الوطني منذ عشرين سنة تقريبا وخاصة لما تقع الحوادث الطرقية على هذا الطريق المزدحم جدا بالشاحنات من الوزن الثقيل والسيارات العابرة. وقد ارتدت هذا الطريق في زيارة لمسقط رأسي بالمغير مِؤخرا فلاحظت الخطر المحدق بالناس. اذن فالاحتقان كان موجودا منذ سنين مع احتجاجات مستمرة وخاصة عند وقوع الحوادث لكن كان الانفجار الأخيرعند وفاة اربعة شباب من المغير في حادث……

نشرت طيلة الأيام الخمس الأخيرة مجموعة من رسوم الكاريكاتير الساخرة المنتقدة لموقف السلطات من الاحتجاج السلمي لأهالي المغير، برأيك اين الخلل فيما هو جار حاليا بالجهة؟
انتم تابعتم محاكمتي الأخيرة والمضايقات التي تلقيتها نتيجة لرسمي الكاريكاتير وحريتي التعبيرية ولدفاعي المستمر عن مدينة المغير. فالمواطنون يحترمونني كثيرا وأنا أعتز بذلك، فأغلبهم يمدونني بثقتهم وبالحقائق هناك …. لذلك رأيت أن الاحتجاجات سلمية وحضرية وشاركت بها حتى النساء والاطفال بل وأسر بكاملها. وشهدت المغير تضامنا كبيرا حتى بين المحتجين وسائقي المركبات المستخدمة لهذا الطريق المقطوع كنوع من الاحتجاج. لقد كان فعلا جوا احتفاليا رائعا وحتى فكاهيا. وكنت قد رسمت كاريكاتير كثيرة عن هذه الروح، أما نقل وسائل الاعلام الأخرى للأحداث فلم يكن نزيها ولا دقيقا بل كانوا ينقلونها بازدراء كما هو الحال بالنسبة لمرشحي الانتخابات. طبعا هذه الوسائل الاخبارية لها أزلامها في المدينة ويريدون كبت نداء السكان باي طريقة كانت حتى وان استعملوا الكذب لتهويل قوات التدخل …….

الكاريكاتير ترمومتر لقياس حرية التعبير في بلد ما، ما هي حالة هذا الترمومتر بالجزائر برأيك؟ وما هو سقف الحرية بالنسبة إليك؟
المغير مدينتي ومسقط رأسي وقد حوكمت في بعض القضايا من أجلها ولذلك رسمت كثيرا من الكاريكاتير لأجلها ومازلت. فهي مدينة تستحق ان تكون نبراسا للتعايش والانسجام الاجتماعي الراقي وكما لاحظتم فهي “مريكان” الجزائر للتناغم حتى في ألوان سكانها من سمر وبيض. وقد حز في نفسي ما أبلغني به بعض الأصدقاء من أن من قوات الأمن من شتم السكان بألفاظ عنصرية وهذا ما استفز بعض الشباب لرد الفعل الخارج عن السيطرة طبعا ……الخلل يا سيدتي هو في عدم احترام إرادة الشعب لان مطالب السكان بسيطة، انهم لم يطلبوا أكثر من انجاز طريق في الصحراء ……نعم الكاريكاتير مادة فنية رائعة ووجودها مهم جدا لتطور اي مجتمع، وحالة السخرية التي تمدنا بها السلطة من التهريج والبهلوانية والجهل وعودة الأمراض كالجذري والطاعون والكوليرا والكوكايين، كلها مواضيع خصبة للفنان. هذا التدفق لا توفره الا دولة السو وليست السويد. طبعا نعيش حالة خوف ولكن ربما والفنا المجازفة والرسم تحت الخوف والتهديد. وهل لدولة السويد سقف؟ سنحاول اختبار ما ان كنا حقا في السويد