اجتاحت مدينة ورقلة ظهيرة الجمعة، جموع غفيرة من المواطنين جابوا الشوارع والباحات في مسيرة رائعة مرددين شعارات مناهضة لبن صالح وبدوي.
في مسيرة الجمعة الثامنة روح إصرار لأشخاص عازمين على التعبير عن رفضهم “لرموز إفلاس الجزائر” ، من بدوي إلى بن صالح مرورا بالقايد صالح الذي طلب منه المتظاهرون الاستجابة لمطالب الشعب والعمل على الرحيل النهائي والتام للنظام.
وهتف المتظاهرون في ورقلة “بن صالح ماهو صالح” في اشارة صريحة لعدم قبول القرارات المطبقة حاليا بعد شهرين كاملين من المظاهرات السلمية عبر ربوع القطر الجزائري.
وقال المواطنون “إن الناس يطالبون بتقديم هؤلاء المسؤولين إلى العدالة لمحاسبتهم » حيث بدأوا مسيرتهم بتجمع ضخم بساحة وردة الرمال، كما هو الحال في كل أسبوع
هذا التجمع الشعبي الكبير تحول بعدها إلى مسيرة قادها متظاهرون من كل الأعمار رافعين لافتات وأعلاما وطنية من جميع الأشكال والأحجام استعملت على الأغلب كبرانس ومعاطف ومظلات تقيهم حرارة شمس أفريل.

“مازال المحاسبة مازال زازال “، “لا نريد بن صالح”، “البلاد بلادنا ونديروا راينا”، شعارات رددت بقوة مع مطالب واضحة لقائد أركان الجيش “بالاستماع إلى مطالب الشارع” ، و”تحقيق وعده بوضع حد للعصابة الحاكمة بالجزائر”. بعض المتظاهرين لم يفوتوا فرصة مسيرة اليوم لفتح النار على الجنرال الغديري وأحمد أويحي “إنهما يريدان القفز من نافذة التسعين يومًا للعودة الى الحكم وهذا ما لن نقبله أبدًا”.
لثلاث ساعات متواصلة، قطعت المسيرة المدينة للعودة بعدها إلى ساحة 27 فبراير ،1962 حيث عقدت “جلسة حراك” جديدة في الهواء الطلق. جمعت “جلسة حراك” العشرات من المواطنين حول مسألة الساعة: كيف يحافظ الحراك على تعبئة المواطنين ويحميها ، وكيف تفرض إرادة الشعب وتعكس سير الأمور لصالحه؟
نقاش هادئ في وجود مواطنين من جميع الفئات يحللون الواقع من وجهة نظرهم ويستجوبون الأكاديميين حول الحيل القانونية التي يمكن أن تستخدم لاسماع صوت الشعب وتحقيق مطالبه.
وعلى الرغم من الرغبة الجامحة في معرفة الجديد حول ضمانات اقتراع شفاف ونزيه تحت اشراف هيئة مستقلة وعد بها بن صالح، كانت التعليقات معادية عمومًا للحلول التي اقترحها النظام القائم وطالب المحتجون بالرحيل النهائي لبن صالح وزمرته وتأسيس جمهورية ثانية.