لماذا يقصى الجنوب من كل التظاهرات الثقافية؟
انتظر الجمهور المتعطش لمشاهدة فيلم “ابن باديس” في ولاية ورقلة أن يبرمج عرض شرفي للفيلم في قاعة سينما سدراتة ولكن ابن باديس رفض السفر إلى الجنوب. تم الإعلان هذه الأيام على اقتراب موعد العرض الشرفي للفيلم الذي تناول مسيرة رائد النهضة الإصلاحية في الجزائر العلامة عبد الحميد بن باديس في دور السينما، وحسب ما تداولته وسائل الإعلام فإن الفيلم الذي أنتجته وزارة الثقافة بهدف الاحتفاء بأحد أعلام الجزائر سيعرض يوم الثلاثاء المقبل 23 ماي بقاعة السينما “أحمد باي” بمدينة قسنطينة مسقط رأس مؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، قبل أن يواصل الرحلة بقاعة أوبرا الجزائر بوعلام بسايح بالجزائر العاصمة في العرض الثاني… رحلة فيلم”ابن باديس” الذي كتبه السيناريست رابح ظريف وأخرجه السوري باسل الخطيب تنتهي في قاعة “المغرب” بمدينة وهران حيث سيكون الجمهور الوهراني على موعد مع العرض الثالث والأخير للفيلم.
https://www.youtube.com/watch?v=VMtj7zqDTEA
ليس في الجنوب مدينة كبرى واحدة
العرض الشرفي لفيلم مؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين استثنى قاعات العرض بولايات الجنوب واكتفى بالتنقل بين ثلاث ولايات تمثل عواصم الجهات، حيث لم يدرج اسم أية قاعة عرض من الجنوب لكي تحتضن عرض الفيلم التاريخي في محطته الرابعة حتى يتمكن الجمهور في عاصمة الواحات من مشاهدة فيلم رائد النهضة الإصلاحية ويكتشفون كغيرهم من الجزائريين دور ومساهمات علماء الجنوب الجزائري في نشاط جمعية العلماء المسلمين الذين التفوا حول ها يوم 05 ماي 1991 بنادي الترقي بالجزائر العاصمة للرد بصوت عال على احتفاء فرنسا بمرور 100 سنة على احتلالها للجزائر. وكان تأسيس الجمعية حينها تكذيبا لكل إدعاءات فرنسا. كان بإمكان المشرفين على عرض فيلم “ابن باديس” أن يقتدوا بالطريقة التي اعتمدها علماء الجزائر في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين حيث جمعت شتى الاتجاهات الدينية والمذهبية مالكيين وإباضيين…وضمت علماء من مختلف جهات الوطن. نعم كان بإمكانهم ان يمكنوا الجمهور المتعطش من مشاهدة هذا الفيلم في كل ربوع الجزائر ببرمجة عرض شرفي في إحدى ولايات الجنوب.
الفيلم تناول جوانب مختلفة من حياة الإمام عبد الحميد بن باديس، وتنطلق أحداث الفيلم من محطة وفاة جده بعد عشر سنوات من مولده وتتفرع المشاهد في اتجاهات عدة بدءا بمرحلة الطفولة وحتى تاريخ وفاته يوم 16 أفريل 1940 الذي يوافق تاريخ الاحتفال كل سنة بيوم العلم في الجزائر، غير أن الاهتمام وقع على مرحلة نضال الرجل ضد الاستعمار الفرنسي.
و بالعودة الى العرض الشرفي، الملاحظ أنه حتى الاغواط مسقط رأس سليم دادة، الموسيقار الشهير في اوروبا و عبر العالم و صاحب الموسيقى التصويرية الرائعة لفيلم ابن باديس لن تشهد عرضه. و لم تشفع لسليم موهبته ليستقدم الفيلم الى بلدته و لا اي عاصمة من عواصم الصحراء لعرض شرفي لهذا الفيلم المنتظر. و قد اعلن الموسيقارالاحد، على حسابه في فيسبوك، عن غبطته و سعادته بعرض الفيلم في المدن الثلاث سالفة الذكر و تقاسم التسجيل الحي للموسيقى التصويرية لابن باديس مع متابعيه و محبيه من رواد الفضاء الازرق.