سيكون جمهور الفن السابع على موعد مع حدث استثنائي من قلب عاصمة ورجلان، وهو عرض فيلم باللهجة الورقلية يحاكي للمرة الأولى عادات و تقاليد المجتمع الورقلي ، من خلال اختيار قصر ورقلة و دروبه الضيقة لتصوير المشاهد حيث جرى تصويره باللهجة المحلية لسكان قصر ورقلة تقارقرنت

وقد فرغ أبطال فيلم “أراك دراك يا “من آخر مشاهد العمل ، بعد فترة تصوير استغرقت حوالي ستة أشهر
ويعتبر هذا العمل أول تجربة سينمائية بالمنطقة، حيث شرع في مرحلة التركيب تحسبا لعرضه مطلع السنة القادمة ، حسب المدير الفني للفيلم محمد علي محجر

و شارك في فيلم “أراك دراك يا ” والذي يعني ” ابنك هو ابنك ” نحو ثلاثين ممثلا من الطاقات الفنية المحلية وتدور أحداثه حول عادات و تقاليد المجتمع الورقلي خلال فترة ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، ويبرز طبيعة الحياة اليومية للسكان وكذا بعض المظاهر الاجتماعية المهددة بالاندثار
وجاءت مبادرة إنجاز هذا العمل الفني الذي أخذت أولى مشاهده من داخل القصر و تحديدا من زاوية سيدي القادر الجيلالي بحي بني إبراهيم ، حيث أختيرت شخصياته من سكان القصر، من طرف عديد الجمعيات الناشطة في مجال الحفاظ على الثقافة و التراث و الموروث الشعبي للمنطقة و بتمويل ذاتي.. وبادرت بإنجازه تنسيقية جمعيات القصر بورقلة ، بإشراف مديرية الثقافة بالإضافة إلى مساهمة عديد الهيئات المحلية..

وحسب رئيس جمعية القصر للثقافة و الاصلاح، السيد بوغابة حسن، تروي قصة هذا الشريط المرئي القصير على مدار 90 دقيقة عادات و تقاليد سكان القصبة، هذا المعلم التراثي القديم الذي يعد واحدا من أجمل القصور الصحراوية التي شيدت قبل 600 سنة ، وبعض الظواهر الإجتماعية المهددة بالإندثار..
كما يسلط الشريط الضوء على جوانب عديدة من الحياة الثقافية والإجتماعية والرياضية وغيرها لسكان ورقلة قديما و حديثا لاسيما ما تعلق بالأعراس التقليدية و الحياة الأسرية و التكافل الإجتماعي و نظام الجماعة في معالجة المشاكل الأسرية والمجتمعية وغيرها ..

ويهدف هذا العمل السينمائي إلي إبراز وتثمين مكونات الموروث الثقافي المادي واللامادي للمدينة القديمة بورقلة ، حيث تمت استشارة مختصين وباحثين في القصة والحكاية الشعبية وكذا قاموس المتغير الورقلي ، الى جانب إحياء مصطلحات لغوية قديمة تراجع استخدامها في الآونة الأخيرة سيما في أوساط الفئات الشبانية..
وجرى تصوير أغلب مشاهد الفيلم داخل القصر العتيق بورقلة من خلال فضاءات الزوايا والمساجد وساحات وواحات النخيل وبعض الشوارع والأزقة المشهورة بهذا التجمع العمراني العريق ، حيث تبرز تلك المشاهد عديد الأنشطة الفلاحية القديمة والأكلات والحرف والألعاب التقليدية التي يمارسها السكان وبعض المعالم التاريخية التي يشتهر بها القصر العتيق..

ويسعي القائمون على هذه التجربة السينمائية إلى فتح نافذة على زخم التراث الثقافي الذي يزخر به قصر ورقلة العتيق ، وأيضا المساهمة في النهوض بالفن السابع والإنتاج السمعي البصري، وتثمين الموروث الثقافي والاجتماعي