السرطان كلمة مخيفة بالنسبة لمعظم الناس. ولكن بين النساء ، قد تكون كلمة “سرطان الثدي” أكثر إثارة للخوف لأنها تؤثر على خاصية الأنوثة
“السرطان” أضحى كلمة شائعة في حياتنا اليومية، وينطبق هذا بشكل خاص على “سرطان الثدي”، وهو أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء على مستوى العالم، لدرجة أن واحدة من بين كل ثمانية نساء سيتعين عليها مواجهته في مرحلة ما من حياتها
ومع ذلك، فقد تضافرت التطورات الحديثة في التشخيص، وطرق العلاج المحسنة، والإدارة الأفضل للآثار الجانبية، بحيث لا يعني السرطان نهاية الحياة حتما
تواصل الجهات الصحية عبر العالم معاركها لمواجهة سرطان الثدي في اطار الشهرالوردي ، حيث تكثر الفعاليات الخاصة الهادفة إلى الاهتمام بالمصابات وتقديم الدعم اللازم للتوعية حول خطورة المرض والحثّ على الكشف المبكر عنه وعلاجه قبل فوات الأوان، فضلاً عن تزويدهنّ بالرعاية التي من شأنها التخفيف من وطأته عليهنّ وعلى من حولهنّ
أرقام مخيفة
و تفيد بيانات منظمة الصحة العالمية أن المرض يصيب 2.1 مليون امرأة كل عام ، كما أنه يتسبب في أكبر عدد من الوفيات المرتبطة بالسرطان بين النساء ، في حين أن معدلات سرطان الثدي أعلى بين النساء في المناطق الأكثر تقدما ، فإن المعدلات آخذة في الازدياد في كل منطقة تقريبا على مستوى العالم تضيف ذات الهيئة
سرطان الثدي في صدارة الترتيب
ويأتي سرطان الثدي بالترتيب الأول بين أكثر أنواع السرطان شيوعاً ، عالمياً وإقليمياً، ومحلياً ، حيث يحدد العلاج وفقاً لنوع سرطان الثدي ومرحلته ودرجته وحجمه، وما إذا كانت خلايا السرطان حسَّاسة تجاه الهرمونات، مع مراعاة الصحة العامة للمريضة ، وتتمثّل استراتيجية الكشف المبكّر التي يتطلب انتهاجها في الانتباه إلى العلامات والأعراض الأولى وفحص الثدي بالطرق السريرية والذاتية لهذا الغرض
استراتيجية متكاملة لمواجهة المرض
ويعد الكشف المبكر عن سرطان الثدي والوقاية منه ، عملية إدارية منهجية ومستمرة تشمل : التخطيط، والتطوير، والتقييم لبرنامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي بما في ذلك صياغة السياسات وتحديد الأولويات ، يجب من خلالها وضع خطط شاملة للفحص والكشف عنه بما في ذلك التوعية والتعليم لعامة المجتمع ، والتدريب الطبي والتقني للعاملين بالبرنامج، وتطوير عمليات التشخيص الدقيق، يرافقه العلاج في الوقت المناسب
خيارات العلاج وفقا للحالة
و لا تزال عملية استئصال الثدي (الإزالة الكاملة للثدي) هي الطريقة الرئيسية للعلاج ، على الرغم من أن استئصال الورم (المعروف أيضًا باسم استئصال الثدي الجزئي) شائع أيضًا ، إذا كان يجب إزالة الثدي بالكامل ، فلا يزال لدى المريضة خياربديل للثدي اصطناعي. كما يلعب العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي أيضًا دورًا مهمًا في علاج سرطان الثدي، لأن التطورات الطبية قللت إلى حد كبير من تأثير آثارها الجانبية..
إذكاء الوعي العنصر الأساس
وتسعى معظم الدول إلى تعزيز مكافحة سرطان الثدي في إطار البرامج الوطنية الشاملة لمكافحة السرطان، وتنطوي هذه البرامج على الوقاية والكشف المبكّر والتشخيص والعلاج والتأهيل والرعاية الملطفة ، ومن أهمّ برامج استراتيجيات مكافحة سرطان الثدي إذكاء الوعي العام بالمشكلة التي يطرحها هذا المرض وبآليات مكافحته والدعوة إلى وضع السياسات والبرامج المناسبة في هذا المجال.
14 ألف إصابة جديدة بسرطان الثدي في الجزائر
المعركة بالجزائر مازالت على أشدها ، حيث كشفت الدكتورة أمينة عبد الوهاب مختصة في الكشف عن سرطان الثدي بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في علاج السرطان بيار وماري كوري بالجزائر العاصمة عن تسجيل 14 ألف إصابة جديدة بسرطان الثدي في الجزائر ، و أوضحت من جهة أخرى عن انتقال الإصابة بسرطان الثدي من 300 حالة خلال سنة 1995 إلى 14 ألف حالة جديدة خلال سنة 2020 متوقعة ارتفاعها إلى 18 ألف حالة في سنة 2025 ومؤكدة أن معظم الحالات التي تتقدم إلى العلاج في الوقت الحالي تصل في مرحلة متطورة جدا من المرض ميؤوس من شفائها ويصعب التكفل بها..
الفحوصات المبكرة عامل مهم للنجاة
من جانبها أشارت الدكتورة آسيا موساي ، مختصة في الأورام السرطانية لدى المرأة ، إلى أن سرطان الثدي يأخذ مدة حوالي 8 سنوات قبل ظهوره ، ما يستدعي -حسبها – القيام بالفحوصات المبكرة ولا سيما الماموغرافيا للكشف عنه قبل استفحاله ، وأكدت في هذا الإطار أن الكشف عن الورم عند بلوغه 1 سم يتطلب اللجوء إلى الجراحة فقط ، معتبرة إياها العامل الأساسي في التكفل بسرطان الثدي ومما يضمن الشفاء بنسبة 90 بالمائة ، في حين عندما يبلغ المرض مراحل متقدمة فإنه يستدعي العلاج بالجراحة وبالكيميائي والأشعة
مساع كبيرة للمخطط الوطني لمكافحة السرطان
و كشف البروفيسور مسعود زيتوني المنسق العام للمخطط الوطني لمكافحة السرطان عن رفع تقرير ” المخطط” الى رئيس الجمهورية خلال شهر ماي الفارط مقترحا , على السلطات العمومية ورقة طريق للاستراتيجية المستقبلية لمكافحة هذا المرض الخبيث الذي يتعين على الدولة ـ حسبه ـ مواصلة تدخلها على كافة الأصعدة لتطويقه عن طريق وضع تسهيلات إدارية وكذا توفير الوسائل والعتاد اللازم من أجل تحقيق ذلك ، مبرزا في الوقت ذاته أن من بين العراقيل التي واجهت تطبيق هذا المخطط العجز الكبير المسجل في مجال مخابر الكشف عن الخلايا السرطانية بكل الولايات ، وأشار في سياق متصل، إلى أن الجزائر تسجل سنويا 13 ألف حالة إصابة جديدة بسرطان الثدي ، الذي بلغت الإصابة به إجمالا إلى 25 ألف حالة ، و تسجيل 6 آلاف وفاة بهذا الداء سنويا بالجزائر ما يعني أن أزيد من نصف الإصابات المسجلة، جديدة وتسجل كل سنة
مأساة كبيرة تعيشها المصابات بدول الحروب
وتواجه النساء في العالم الثالث خاصة التي تعرف اضرابا أو حروب على غرار ” فلسطين – سوريا – اليمن ” ودول افريقية المصابات بسرطان الثدي ضغوطا نفسية كبيرة تجعلهن عرضة للتوّتر والإحباط والاكتئاب، جراء غياب شبه كلي لوسائل مكافحته و انعدام الإمكانيات وندرة العلاج ، الأزمة المعيشية و الأمنية الحالية ، أسهم بصورة كبيرة في عدم قدرة نساء تلك المناطق على الخضوع إلى فحوصات التشخيص والعلاج ، ما جعل المرض يغيّب سنويا ألاف النساء اللواتي تظل تتصارع مع المرض حتى الموت بدون تدخل علاجي
