نساء الخير لمساعدة الغير.. تضامن منقطع النظير لحرائر ورقلة
صراح، خديجة، صليحة، كاتيا، سليمة وغيرهن ممن أطلقن على أنفسهن “نساء الخير لمساعدة الغير”، مجموعة من الناشطات الاجتماعيات في تخصصات الفئات المهمشة، الطفولة المسعفة و المسنين من فاقدي السند و الرعاية بمدينة ورقلة.
نساء الخير فريق متجانس من الطباخات و الحلوانيات والمنظفات و العاملات متعددات التخصصات اللواتي يتحولن حسب الظروف و الاحتياجات إلى أياد و اذان صاغية لمشاكل و انشغالات من يقصدهن، بل ومساعدات اجتماعيات عند الضرورة فضلا عن كونهن أولا بنات و أخوات و صديقات عند الحاجة.
أعمالهن الخيرية لم تنقطع في رمضان، لا وحاولت المجموعة جمع المزيد من الايادي البيضاء التي تطوعت لإطعام هذا و إسعاف ذاك. و بالمناسبة، جمعتهن سهرة احتضنتها مؤخرا قاعة الحفلات “أسيرم بروال “بحي لاسيليس، استحسنتها النسوة الحاضرات.
“الهدف من السهرة الرمضانية لم الشمل و تمكين سيدات المجتمع من قضاء وقت ممتع تتقاسمن فيه نشاطا ثقافيا تربويا و سحورا جماعيا مع مجموعة من السيدات و الفتيات المحتاجات”، تقول صراح بوسطيل، رئيسة المجموعة و الجمعية قيد التأسيس.

كسر الجليد مهم جدا في هذه المرحلة بالذات، و نساء الخير بادرن من جهة إلى التشبيك و بسط محفظتهن العلاقاتية عبر وسائل التواصل الاجتماعي قصد التعريف بأعمالهن و كسب متطوعات أخريات، و من جهة أخرى بث طلبات المساعدة على الفايسبوك من أجل جذب تبرعات عينية أو مالية حسب الطلب كللت بتوزيع مجموعة من أطقم لباس العيد ل 54 من الايتام المحتاجين وبعض المواد الغدائية.
“الشقيقات”
“في شهر رمضان، عمدنا إلى وضع صناديق صغيرة لجمع مصروف للفقراء سنوزعه قبل العيد، و حاولنا تكثيف خرجاتنا مع مختلف الجمعيات النشطة و مشاركتهن في أعمالهم الخيرية للمؤازرة و كسب الخبرة” تقول صراح لجنوب.كم.
إبراز الخيرية التي يتميز بها المجتمع المحلي من أهم الاهداف التي يسعين إليها، و لكن الامر يتجاوز ذلك بكثير، فالفكرة انطلقت أولا من إيجاد طريقة لشغل وقت الفراغ لدى الكثير من النساء العاملات أو الماكثات في البيت، في اعمال جماعية مفيدة تمكنهم من الانخراط في نشاطات للصالح العام والالتزام بمساعدة الاخرين من باب الانفتاح على الاخر و رأب الصدع بين الجيران في حي لاسيليس.

ولكن الفكرة سرعان ما وجدت أذنا صاغية لدى نساء من احياء عديدة تعودن على اقتناء ملابس من محل صراح التي أخذت بزمام مبادرة تنظيم حملات لجمع الحفاظات و حليب الاطفال لصالح الطفولة المسعفة، قبل أن تتطور الامور الى زيارات دورية للمركز الكائن بمنطقة النشاطات و تنظيم حملات نظافة ثم طبخ مأكولات عائلية و تقاسم ساعات من الحديث و المرافقة لهؤلاء الاطفال، بغرض الترويح عنهم و مد جسور للتواصل مع المجتمع.
أن يكون كل مسن كأبيك
الخطوة التالية جاءت مع تكليف إحدى ساكنات الحي، وهي تعمريت باباسيدي المختصة في الارطفونيا، بإدارة مركز السنين بالحدب. تزامن هذا التكليف مع وفاة والد صراح جعلها ترى في كل المسنين صورة أبيها المغفور له.
“لطالما حز في نفسي أن يلقي البعض بآبائهم و امهاتهم في هذه المراكز في وقت يحرم كثير منا من نعمة مرافقة أبويه في الحياة”. هذا ما قالته رئيسة الجمعية في إحدى مقابلاتها مع إذاعة ورقلة.
نساء الخير يتقمصن إذا دوريا دور المنظفات و الطباخات و الحلوانيات لمساعدة مديرة مركز المسنين التي عبرت علنا في عديد المرات عن امتنانها للمجموعة عن الحضور و استقدام مأكولات شعبية في المناسبات الدينية و الوطنية، لا لشيء سوى للذة إسعاد شخص مسن أو فاقد للسند أو متشرد يجد بين حيطان مركز المسنين بعض الدفء الانساني.

في هذا المركز الذي يحتضن مبادرة فريدة من نوعها لإيواء ضيوف ورقلة من مرضى السرطان الذين وجدوا في مركز مكافحة السرطان بمستشفى محمد بوضياف، فرصة للتداوي حينما أغلقت في وجوههم الابواب في ولايات أخرى، تمكنت العديد من الجمعيات الخيرية بورقلة و كثير من المحسنين من التعبير عن تضامنهم المطلق مع المرضى و المحتاجين ممن عصفت بحياتهم نوازل من مرض أو فقر او تخل.
ومجموعة نساء الخير من أجل مساعدة الغير الت على نفسها المساهمة في هذا الجهد بإهداء هؤلاء وجبات مميزة تذكرهم بجو عائلاتهم الحنون، وكذا هدايا رمزية دورية عبارة عن مناشف و قطع صابون و وسائل تنظيف و بعض الملابس. كما توفر نساء الخير دون غيرهن من المجموعات لنزلاء مراكز الطفولة المسعفة و المسنين، حملات تنظيف دورية للغرف والأماكن المشتركة، فضلا عن حملات التشجير التي نظمت بالتعاون مع النادي الاخضر لدار الشباب 24 فبراير بلاسيليس.
أعمالهن كثيرة و مؤثرة و لافتة للانتباه، فمع نساء الخير، يبدو ان محاربة الاقصاء الذي تسببه الوضعية الاجتماعية او الشكل أو المنشأ أو الفقر، أهم بكثير من كل الاطعمة و الهدايا التي لا تعوضها ابتسامة في وجه أخيك و أذن تسمع أنينك.