لا شك بأنّ الحراك الشعبي ساهم بإخراج عدد من الشعراء و المطربين والموسيقيين إلى الواجهة، حيث باتت الساحات العامة و الميادين منبراً مفتوحا للفنانين الذين يقدّمون أعمالهم لجمهور واسع بدون تكلفة و مسرحا لإلقاء القصائد فنون تجد طريقها للجمهور..
فمن الصعب أن ينعزل الفن والأدب عن حركة المجتمع وتطلعات أفراده للقيم المطلقة مثل الحرية والعدالة، و قد شكّل الحراك الشعبي منذ انطلاقه مصدر إلهام للفنانين و الشعراء سواء أكان الشعر فصيحا أو عاميا من خلال ايقاعات وترانيم وعبارات حماسية حركت الكثير في الجماهير ..
فالعديد من الذين شاركوا في الحراك كانت لهم لمسة فنية خاصة أضافوها إلى الحملة ، باعتبارها الطريقة الأسهل للفت نظر الشعب و نقل وجهات نظرهم وترجمة أهداف وغايات الحراك عبر فنون شتى ، حيث اتخذ البعض من المبدعين و الموهوبين من فنون السياسة والحراك نمط لكتابة أشعارهم فأبدعوا وأجزلوا بمعاني جميله وعبارات رائعة متدفقة حماس استطاعوا من خلالها أن يوحدوا نبض الشارع..
سواكينغ.. الحرية آخر ما تبقى لنا
لقيت أغنية ليبرتي رواجا عالميا ونالت اعجاب المتظاهرين في الجزائر وخارجها وانتشرت بسرعة البرق، عبر القنوات الجزائرية و مواقع التواصل الاجتماعي و حتى تطبيقات الهاتف النقال.. آسرت الجمهور فتوغلت إلى أحاسيسهم و مشاعرهم و أدخلت العزيمة و الصمود إلى قلوبهم بالإضافة الى العديد من الأغاني المماثلة ..
كما أطلق الفنان جمال غربي ابن مدينة ورقلة من فريق غابة ستوري الفني أغنية مساندة للحراك الشعبي أنا ” مانسامحش “..الأغنية تترجم ما يحدث في الجزائر ، حيث استند في مواضيعه إلى تحليل الواقع على غرار صرخات معطوبي الجيش ، الحراقة ، البطالة ، الفقر، الإحساس بالغبن و الإقصاء الاجتماعي ..
من جهته أكد الشاعر حكيم عبد الباسط علاوة رئيس بيت الشعر الجزائري بتقرت و الذي أطلق إسهامات أدبية مساندة للحراك الشعبي ، على أن بيت الشعر ” يحيي الحراك الشعبي الذي أعاد للكلمة معناها وللتعبير قوته وجعل من الأهازيج والأشعار والأناشيد فاعلا يوميا في الحياة العامة ، ورفع سقف التعبير إلى حدوده القصوى بشعارات عبقرية لها قوة الإبداع وسلاسة الحياة بلغة يومية بسيطة.” ..

الخلاصة، يمكننا القول إن الفنون و الثقافة باتت ممارسة اجتماعيّة تهدف لتوسعة الوعي بعدد كبير من القضايا الاجتماعية و الوطنية ، من حقوق الإنسان وحتّى العدالة الاجتماعيّة والكرامة وظهر ذلك جليّا، أثناء الحراك الشعبي ، في العرض الارتجالي للأعمال الفنيّة ، فالشعراء و الفنانين بشكل عام كانوا منذ الأزل شرارة كل ثورة ..