دائما ما كانت ولاية ورقلة تعرف بشحوب لونها، كونها ولاية جنوبية، أغلب جدرانها صفراء ككثبانها الرملية، فالمعروف عن المنطقة أنها تكاد تنعدم من المساحات الخضراء، فكان لابد من تغيير ذلك وإضفاء حيوية على المحيط واليوم أصبح للولاية مشاتل تحمل على عاتقها مهمة نشر ثقافة البيئة النظيفة من أجل ولاية خضراء،

وبادرت عديد الجمعيات والأحياء إلى تنظيم عمليات تشجير، في مختلف الأماكن، خاصة تلك التي تعرف شبه انعدام للأشجار على طرقاتها، بالإضافة إلى عديد المسابقات، كمسابقة أحسن حي وغيرها، ضمن عدة معايير وشروط

كما كان لشباب المجتمع المدني دور في ذلك من خلال تغيير ألوان واجهات المدينة، بطلاء جدرانها، والرسم عليها لمختلف الرسومات المعبرة، والتي صانعت فارقا كبيرا لحيوية المدينة

ومن هنا جاءت فكرة المشاتل بالولاية، حيث يعد الاستثمار في المشاتل ذخرا للمدينة وسكانها، أين بادر أحد قاطنيها بفتح مشتلة لمختلف أنواع الأشجار، أشجار الفواكه، أشجار الزينة، الأشجار المظللة، وكذا الأشجار المثمرة كالليمون والبرتقال،

تحوز المشتلة أيضا على شتلات شجرة الداليا وهي نوع من أنواع أشجار العنب، كما للنباتات الطبية نصيب من التواجد بمشتلته، كشجرة المورينغا والمعروفة أيضا باسم البان، شجرة اكليل الجبل، الخزامى، الميرامية، والبردقوش وغيرها من النبتات المفيدة لصحة الإنسان، بالإضافة إلى نباتات الزينة، وشتيلات الورود والأزهار

مشتلة الأحلام
أطلق عليها صاحبها اسم مشتلة الأحلام ويحلم أن يزرع مع نباتاته ثقافة حب التشجير والاهتمام بالبيئة من أجل الوصول إلى ” مدينة خضراء ونظيفة “وهو شعار السيد إلياس مخرمش صاحب المشتلة

معدات من أجل نظافة المحيط
كما تم تجهيز المشتلة بعدة معدات تابعة للنباتات منها أصيص الزراعة، وسلات مهملات خاصة تمت صناعتها من طرف السيد مخرمش شخصيا، وذلك للتشجيع على نظافة المحيط سواء أمام المنازل أو المدارس أو عبر الطرقات، كما يعمل أيضا على تقديم معلومات مهمة عن زراعة النباتات والأوقات المناسبة لكل نبتة، من أجل إظهار النتيجة المطلوبة

السكان يشيدون بالمبادرة
وقد لاقت المشتلة تفاعلا إيجابيا كبيرا عبر اقتناء نباتات منزلية أو نباتات للتشجير، بالإضافة إلى تفاعل كبير عبر صفحته بالفيس بوك، أين شجعه الكثيرون على المضي قدما، فقد كانت ولاية ورقلة بالنسبة لهم بحاجة لمثل هذه المبادرات التي تفتقر لها بشكل ملحوظ
