حب الطبيعة ، شغف بمنطقته الأصلية وفضول طفولي للنباتات والحيوانات الصحراوية ، هذا ما يميز كريم بوشطاطة، المصور الذي ذاع صيته عبر وسائل الاعلام العالمية في 2016 حينما نشر اولى صور الكثبان الرملية المكسوة بالثلج في منطقة عين الصفراء, تناقلت تلفزيونات العالم صور غير متوقعة للصحراء الجزائرية تحت الثلج، لقطات بديعة خلدها كريم بعدسته. عين الصفراء، لؤلؤة الصحراء صنعت لنفسها اسما جديدا بفضل صوره الرائعة. ولم يتوقف هذا الولع بالكثبان التي يكسوها الثلج، فللعام الثالث على التوالي، ينشر هذا الشاب الذي يبلغ 34 عاما كل يوم على صفحته عبر الفاسبوك، صورًا جديدة لكثبان وردية ترتدي ثيابًا بيضاء كريم حاصل على درجة الليسانس في الصحافة وشغوف بالتصوير الفوتوغرافي ويتحدث في هذه المقابلة عن هوايته وغاياته

بداية عادت عين الصفراء الى واجهة الاعلام من بوابة عالمية بفضل صورك، حدثنا عن مدينتك وكيف تتعامل معها كمادة فنية واعلامية
في الحقيقة، الولاية المنتدبة عين الصفراء كانت ولا زالت ملهمة وتسحر كل من يزورها فيبهر بجمالها و تميزها فهي هي الوحيدة التي تجمع اللوحات الطبيعية الاربع في مكان واحد باحتوائها على الجبل والغابة والكثبان الرملية والمدينة في لوحة فريدة من نوعها. وما الصور التي التقطتها نهاية 2016 والتي تناولتها وسائل الاعلام العالمية واوصلت المدينة الى العالمية بجميع اللغات الا دليل عن الثروات السياحية والطبيعية الخلابة لعين الصفراء. وما يحز في نفسي هو عدم تحقيق طفرة اقتصادية من هذا القدر الذي ساق لنا حملة دعائية روجت لمنطقة رائعة عبر العالم مجانا الا انه لم تكن هناك أي جدوى ولا نفع يذكر على المنطقة ولا على الجزائر حيث لم نشهد نهضة سياحية ولا تفكيرا في استغلال هذا الصدى الاعلامي لتحقيق شيء ما يخرج المدينة الى العلن كوجهة سياحية بامتياز

؟كيف توصلت الى التقاط صور دقيقة عن هذه الظاهرة الطبيعية النادرة التي اضحت تتجدد كل سنة
ما ساهم في نجاح صوري هو ما تزخر به عين الصفراء و ما جاورها من مادة متنوعة و ثراء طبيعي تعجز الكلمات عن وصفه ففيها تراث مادي ولامادي بديع و غنى نباتي وحيواني كبير، قصور، اثار، عادات وتقاليد تجعل من عين الصفراء ولاية منتدبة ذات صبغة سياحية بامتياز فهي بوابة الصحراء التي تتسم عن باقي المناطق الصحراوية بكثبان رملية تعلو المدينة و جبال تحيط بها وقصور تكللها من كل جانب إضافة الى واحات تعتبر بساتين مخضرة خلابة

حدثنا عن المناظر التي تحبها وعن وضعية البيئة في عين الصفراء ؟
أعشق التجوال في جنبات المدينة وخارجها، التقط صور جدار او شجرة أو كثيب. ادقق في تفاصيل قد لا يراها غيري واختار الزاوية والعمق الذي يعطي للصورة معنى جذابا يرتسم في مخيلة المتفرج. بالنسبة لصورة الثلج على الكثبان التي لقيت رواجا منقطع النظير، التقطتها يوم 19 ديسمبر 2016 ودخلت التصنيف العالمي في 22 ديسمبر التالي، تداولتها وسائل الاعلام العالمية فدوى اسمي و اسم مدينتي في كبريات المؤسسات الاعلامية والتلفزيونات وسمع الناس عين الصفراء بكل اللغات حتى وصف البريطانيون بالكابتشينو الصحراوي. للأسف لم تستفد الجزائر من كل ذلك ولكنني لم اياس أبدا فلا زلت اتابع تصوير الثلوج على الكثبان لأنها نادرة ولأنها ايضا دليل على التغيرات المناخية الطارئة على عالمنا. في اعتقادي، الصحراء هي الثروة الحقيقية ليس فقط من حيث البترول بل كخامة سياحية ومواهب نتمنى أن تثمن, أتمنى من السلطات الجديدة في البلاد ايلاء الاهتمام بالمناطق الداخلية واعطاءها قيمة حقيقية