يعود الفنان عثمان عريوات من الباب الواسع بعد ردّ رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الاعتبار له وهو أشهر ممثل كوميدي جزائري، بمنحه أعلى وسام وطني
ووقّع الرئيس مرسومين رئاسيين نشرا بالجريدة الرسمية رقم 40 تضمنا منح وسام من درجة “عشير” من مصاف الاستحقاق الوطني للممثل عثمان عريوات ولشيخ أغنية المالوف قدور درسوني المتوفي مؤخرا

وزارة الثقافة تتنفس الصعداء
واعتبرت وزارة الثقافة ، من خلال بيان لها، ان هذا التكريم سيبقى في تاريخ مسار الفنان، الذي ظل دائما يرفض التكريمات، وهو الذي قدم أعمالا عديدة استطاع من خلالها أن يثبت علو كعبه في عالم التمثيل التلفزيوني والسينمائي..و اعتبرت ذات الهيئة هذه الإلتفاتة خطوة لإعادة الاعتبار لرموز الفن والثقافة الجزائريين
الممثل البعيد عن الساحة الفنية منذ 18 عاما، بسبب ما تردد أنذاك أنها مشاكل مع الرقابة خلال حكم الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة ، ورغم شعبيته الواسعة في الجزائر، لم يحظ بتكريم رسمي سابقا
اختار عثمان عريوات العزلة طواعية وقرر أن يبتعد عن الأضواء منذ ربع قرن ، ضاربا صفحا كل العروض التي تتهافت عليه بأسعار خيالية

أدوار خالدة في المخيال الشعبي
عثمان عريوات المعروف بأدواره في أفلام مثل “ملحمة الشيخ بوعمامة” (1983) و”عايلة كي الناس” (1992) والطاكسي المخفي (1989) وكرنفال في دشرة 1994 ، “مخلوف البومباردي”
خلال هذه الأدوار كلها وأخرى ، أثبت الفنان القدير المقتدر ، أنه ممثل من طينة العمالقة والنجوم الكبار، مجسدا وصانعا لشخصيات مركبة ونوعية بتنقله بين الأدوار الفكاهية و الصرامة في الأداء
اختار عريوات أن يكون بسيطا إلى درجة أنك لا تميزه بين الناس في الشارع بملابسه المتواضعة، وسكن قلب كل العائلات الجزائرية ، ولم يستطع أحد إزاحته من على العرش، وقد أصبح نموذجا للفن الجزائري ..

ومن المنتظر أن يقدم عبقري السينما الجزائرية عثمان عريوات، آخر أفلامه السينمائية “العرش الأحمر” التي يشتغل حاليا على وضع لمساته الأخيرة ، ليفاجئ جمهوره ومحبيه بحضوره المميز مرة أخرى، حيث أكد لوزيرة الثقافة مليكة بن دودة خلال لقاء جمعهما التزامه بإتمام فيلمه، وتقديمه للجمهور الذي طال انتظاره لفنانه المفضل
و تعاني وزارة الثقافة كثيرا بسبب هذا التجاهل ، التي تدفع الثمن غاليا في تعليقات الجمهور الذين يتهمونها بتهميش ممثلهم المفضل

بيوغرافيا عملاق الشاشة
وولد نجم السينما الجزائرية في 17 أكتوبر 1932، ببريكة ، يعتبر من وجوه الجيل الثاني للسينما الجزائرية حيث برز في بداية التسعينات من القرن الماضي وازدادت شهرته بعد وفاة الفنان حسن الحسني ، لكونه أراد الاقتراب من نموذجه في التمثيل باختيار الشخصية الريفية وخاصة في فيلم الطاكسي المخفي 1989 لبن عمر بختي. كما استطاع اتقان تشخيص البطل الشيخ بوعمامة..
تكريم مجسد شخصية الشيخ بوعمامة أشعل مواقع التواصل الاجتماعي وتداول مستخدموه صور الفنان وهاشتاغات ، واستحسن رواد الفضاء الأزرق هذا التكريم الرئاسي بتغريداتهم ، كما خصصت عديد الصحف حيزا كبير على صفحاتها للحديث عن هذا التكريم..وكانت مطالب فايسبوكية عديدة في السنوات الأخيرة تطالب بتكريم الفنان عريوات حيث رفعت حملة أنذاك بعنوان ” معا من أجل تكريم الفنان عثمان عريوات المهمش “