صنديد فاطمة… تجربة امرأة ورقلية حاولت ولوج البرلمان خارج (الكوطا)

لم تكن فاطمة صنديد أول امرأة تترشح للبرلمان من ولاية ورقلة، لكنها أول امرأة تخوض تجربة تصدر قائمة جبهة المستقبل في تشريعيات 2017 من ورقلة…(تجربة) لم يكتب لها النجاح حسابيا لأن اسم (فاطمة صنديد) لم يكن ضمن قائمة الفائزين بمقاعد تشريعيات 04 مايو 2017…
لكن هل يمكن لنا أن نحكم على التجربة من زوايا أخرى؟ لأن حديثنا اليوم لن يهتم بالنتيجة بقدر ما نسعى لتقييم التجربة في حد ذاتها ونحاول الإجابة على هذا السؤال : هل قرار فاطمة صنديد بدخول غمار التشريعيات على رأس قائمة يعتبر في حد ذاته جرأة وشجاعة بغض النظر عن النتيجة ، أم أنه كان مجازفة لأن فشل التجربة يكون قد كشف حجم الوعاء الانتخابي للمرأة في عاصمة الواحات وأكدت النتيجة بأن المرأة لا تستطيع ممارسة العمل السياسي الذي يعتمد على الانتخابات بعيدا عن نظام الكوطا؟
أولا…للموضوعية نسعى إلى الحكم على فشل التجربة بعيدا عن فرضية كون المرشحة امرأة، وذلك لأن قوائم كثيرة تصدرها رجال ولم تتمكن من الفوز في هذه الاستحقاقات ما يجعل جنس المرشح لا يعتمد كمقياس للحكم على المرشح.
ثانيا : يجب ألا نهمل عنصر الثقل الاجتماعي لأي مرشح باعتباره أحد أهم العناصر التي تدعم حظوظه في الانتخابات بل وتحدد مصيره، وذلك بالاعتماد أكثر على الانتماء العروشي والحزبي وهي من أكثر الأوراق الرابحة في الانتخابات في الجزائر…وفاطمة لم تكن مناضلة معروفة على الساحة السياسية المحلية ، وهذا من العوامل التي لعبت ضدها ولعبت ضد الكثير من الذين خاضوا التجربة من الرجال. كما أنها حاولت أن تخوض التجربة بعيدا عن الأعراف التقليدية للانتخابات التي لا تعترف سوى بالعرش والنضال الطويل في حزب كبير ولكنها لم تتمكن من الفوز في الأخير رغم أنها المرأة الوحيدة التي تصدرت قائمة في تشريعيات 04 مايو 2017 وهذا قد يؤكد لنا بأن أصوات النساء في الانتخابات مازالت تابعة للرجال .
فاطمة صنديد تجربة أول امرأة خاضت غمار الانتخابات التشريعية من ورقلة وفشلت في الحصول على مقعد، لكنه في الحقيقة فشل بطعم الانتصار لأنها نجحت في فتح الباب أمام نساء ورقلة اللواتي يرغبن في ولوج عالم السياسة من باب المشاركة في الانتخابات، ونجحت في أن أهدت لهن أسباب الفشل كأكبر هدية تستفيد منها المرأة مستقبلا.