
استطاع المدونون أو ما يعرف ” بالبلوقور ” تغيير الصورة النمطية للسياحة عبر الوطن، أين كانت تكاد لا تظهر للعلن، بل تساءل الكثيرون عن دور وزارة السياحة إذا لم تنجح في الترويج للجزائر كوجهة جاذبة للسواح
https://www.thetripsblog.com/tourism-algeria/

بدأت الصورة تتغير بشكل تدريجي بفضل هواة وعشاق السفر والتخييم، الذين حركوا القطاع ويسعون جاهدين للرفع بالسياحة الجزائرية، وجعلها سياحة عالمية، حيث يجوبون مختلف المناطق الوطنية الجبلية والساحلية وحتى الصحراوية،

فالجزائر تمتلك مقومات كبيرة لتكون من بين أكبر الدول استغلالا للسياحة في الدخل القومي للبلاد، ناهيك عن تغيير صورتها أمام الكثيرين، فبعد الانتشار الواسع لقنوات اليوتوب، اتضحت الصورة بشكل أفضل، أين يقوم مجموعة من الشباب في تنظيم رحلات وخرجات وتصوير مراحلها والتعريف بالمناطق التي يقصدونها، من شمال الجزائر إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها،
حتى أنهم أسسوا صفحات خاصة بهذا الجانب عبر مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والانستغرام، بالإضافة إلى عديد حملات التوعية عبر الفيديوهات التي تنشر من أجل إيصال رسالة مفادها ترك المكان نظيف كما وجد، كما لازالوا يقدمون نداءات لمسؤولي الدولة بصفة عامة، وقطاع السياحة بصفة خاصة، من أجل النظر في هذا الجانب، واستغلاله أحسن استغلال، فالجزائر تمتلك الكثير غير الثروات الباطنية، للنهوض بها وجعلها في أحسن المراتب العالمية

الجزائر كأفضل اختيار لعام 2020 للرحالة الناشئين
صنف خبراء الجزائر على أنها أفضل وجهة سفر للمغامرات المحتملة في العالم للعقد المقبل، ووفقًا لجمعية الرحالة البريطانية بي بي اس، التي تروج للسفر المستدام في البلدان ذات الإمكانات السياحية غير المستغلة ، فإن الحصة الصغيرة للجزائر من المسافرين الأجانب ومساحات كبيرة من الطبيعة تجعلها نقطة جذب مثالية للسفر مقارنة بالأماكن التي تشهد “السياحة الزائدة”.
https://www.britishbackpackersociety.com/
لا تنعم صناعة السياحة الجزائرية فقط بالمناظر الصحراوية ذات المستوى العالمي والناس المضيافين والأطلال القديمة المذهلة، ولكنها تنعم أيضًا بجغرافيتها القريبة من المسافرين المتحمسين حسب هذه المنظمة

وحسب لونلي بلانيت ، وهي منصة سفر تضم الملايين من المتابعين ، فهذه الميزة قد تقدم بالفعل جماهير جديدة إلى الجزائر وتجذب المسافرين الناشئين للبحث عن مغامرات جديدة
https://www.lonelyplanet.com/algeria
ووضعت مذكرة بحث لنيل الماستر في الحقوق حول معيقات الاستثمار السياحي في الجزائر للطالبين قداش عبد الكريم وبن العربي بوعلام بجامعة تيزي وزو تشخيصا دقيقا للوضع المولد للعراقيل الادارية، وازمة العقار السياحي والتلوث البيئي، حيث أنه رغم تشجيع الاستثمارات السياحية وتقديم الضمانات فان تعقيد الإجراءات الإدارية صعب للغاية
ونظرا لبطيء عملية تسجيل مؤسسة بحيث يتطلب ذلك 18إجراء و 93يوما في المتوسط و 130يوما للحصول على رخصة بناء و35 لبعض الرخص الاخرى فضلا عن صعوبة توفير المتطلبات الاساسية كالكهرباء والغاز والماء والاتصالات زيادة على طول العمليات الجمركية وانتهاج اوقات العمل الاداري وغلق ميناء الجزائر بعد الرابعة مساء

كما تعيق المضاربة والسمسرة في العقار نمو القطاع بالاضافة الى تحويل جزء من الاراضي المخصصة للاستثمار الى البناء والثراء الفاحش مما خلق سوقا موازية للعقار ما ادى الى الشغل العشوائي لمناطق التوسع السياحي وانتشار البناءات الفوضوية وغير الشرعية
ورغم الوعي البيئي المتزايد لدى الادارات والافراد والسعي الى تجسيد ذلك في ثقافة بيئية، يبقى مشكل تلوث المحيط ملحا نظرا للأضرار البالغة نتيجة ممارسات الأفراد من جهة وممارسة الشركات والمصانع فضلا عن الامن السياحي ومشاكل للاستقرار في دول الجوار

ومن المعيقات العديدة لنمو صناعة سياحية بالجزائر صعوبة الحصول على تأشيرات لسياحية على سبيل المثال حيث يتضمن الملف بعض المتطلبات مثل دعوة من شخص او هيئة معينة
ويمكن أن تصل تكلفة تأشيرة صالحة لمدة 30 يومًا إلى عشرين ألف دج، كما ان معالجة الملفات قد تستغرق أسبوعين لتقابل بالرفض على الاغلب
ويعزو متابعو الشأن السياحي صعوبة جذب سواح جدد الى الجزائر، رغم مقومات طبيعية هائلةـ الى نقص الاستثمار في الهياكل الفندقية والمطاعم والمنتجعات خلافا لجيراننا الجنب في شمال افريقيا

ومن المتطلبات الأساسية التي تغيب ايضا محلات صرف العملة ومحدودية الصرافات الآلية عبر المناطق ، مما يجبر الزوار الأجانب على اللجوء إلى السوق السوداء
ومع ذلك تتنامى محاولات فردية وجماعية لإبراز مقومات السياحة والدعوة الى اسقاط المعيقات بالعمل الجاد والممنهج علاوة على استغلال فترة الركود بسبب ازمة كورونا لتحضير مواسم سياحية قادمة تجعل من الجزائر وجهة سياحية بحق لرواد المغامرات ومحبي الطبيعة والاثار والافاق الرحبة