عند الحديث عن التقاء التصميم العصري بالطرز التقليدي لابد من ذكر اسم سهام بن عبد الحفيظ الذي لمع في عالم التصميم، هي مصممة تعرف كيف تجمع بين الأصالة والمعاصرة في تصاميمها، والأنوثة الطاغية من خلال اختيار تفاصيلها ونوع قماشها، قطعها تجمع بين الثقافة المحلية وانعكاس تأثرها بخطوط الموضة العالمية واضح فيها أيضا، لذلك حققت أعمالها رواجا كبيرا في الكثير من دول العالم. قدمت 4 عروض أزياء، التقينا بها على هامش آخر عروضها الذي قدمته بمدينة ورقلة مؤخرا للحديث عن مسارها، لمستها الخاصة، الصعوبات التي تواجهها وطموحاتها المستقبلية.
كيف كانت بدايات دخول سهام عالم التصميم؟
التصميم شغفي منذ الصغر، كنت أفضل أن أضع لمستي في كل ما ألبسه وأن يكون لدي أسلوبي الخاص في اختيار ما يناسبني وفي مزج الألوان و(القصات). الكثير من الصديقات يثقن بذوقي ويلجأن كثيرا لاستشارتي في ما يلبسنه، كل هذا دفعني منذ حوالي 5 سنوات إلى خوض غمار التجربة وتحويل الهواية إلى مهنة، فانطلقت في مجال التصميم عصامية دون أن أتلقى دعما ماليا من أية جهة ورغم الصعوبات التي اعترضت طريقي إلا أنني تجاوزتها من أجل الوصول إلى ما أنا عليه اليوم.
عندما يلتقي التصميم العصري بالطرز التقليدي
كيف يلعب الطرز التقليدي هذا الدور الحيوي في تصاميمك؟
أعشق كثيرا التطريز التقليدي الخاص بمنطقتنا. هذا الموروث الذي اعتبره شخصيا “كنزا”، فثراءه لا يقل عن ثراء البترول والذهب والغاز المتواجد بالجنوب… وفضلت أن تحكي تصميماتي عن رحلة في العراقة بألوان الموضة، وقد كنت مقتنعة أن التطريزات المتقنة الصنع ستكون أشبه بجواهر تزين تصاميمي لذا أحببت أن أدخل الطرز التقليدي عليها.
ما هي الأفكار التي أضافتها سهام للطرز التقليدي؟
في الحقيقة الطرز التقليدي عبارة عن فن أصيل وموروث غني جدا فهو يضم حوالي 600 غرزة، كغرزة تقرت، تماسين، البوبين، الجلفة، وردة الفول وغيرها. وللأمانة فضلت الحفاظ عليه كما هو في أعمالي مع إضافة بعض أفكاري الخاصة عليه، فمثلا عوضت شكل الجريدة في بعض تصاميمي بوردة، أما الجديد الذي أضفته هو إخراج الطرز من شكله النمطي الذي كان محصورا في نوع القماش والقصة ومحدودية الألوان، فعملت على تقديمه في قالب عصري من خلال قصات عصرية حتى يلاقي إعجاب الشباب وزاوجته بينه وبين أنواع جديدة من القماش مثل الجلد، الفولار، القطيفة.
ما الذي يميز تصميماتك عن غيرها؟
الكثير من المتابعين ومحبي تصاميمي يميزونها لأنني أسعى دائما لإبراز المرأة بكامل أنوثتها وأناقتها، لدي جرأة كبيرة في دمج عدة أقمشة وألوان في قطعة واحدة، بالإضافة إلى التنويع في ألوان ونوع خيط الطرز، لا أتوجه بتصاميمي لنوعية خاصة من النساء بل أعمل دائما على تقديم قطع تجمع بين أزياء للعروس وللمرأة العاملة وأزياء للسهرات وللمناسبات.
هل حققت تصاميمك الرواج الذي كنت تتوقعينه؟
نعم تصاميمي حققت رواجا داخل الوطن وخارجه لأنني منذ بداياتي وضعت الترويج ضمن أولوياتي، وقد تنقلت عدة مرات لعرض تصاميمي والمشاركة في بعض العروض بدبي، لكن أعمالي وصلت إلى فيينا، فرنسا، البرازيل، وإسبانيا.
من النجمات فضلت اختيار تصميمات سهام؟
الحقيقة هناك عدد من النجمات العربيات في مجال الإعلام اللواتي أعجبن بأعمالي واخترنها وأنا أشكرهن كثيرا لإيمانهم بما أقدمه وللثقة التي منحوني إياها.
هل ساعدتك وسائل التواصل الاجتماعي على التسويق لأعمالك؟
في البداية شكل ظهوري في عديد البرامج التلفزيونية نقلة نوعية في مسيرتي وسببا للتعريف بتصاميمي، أما حاليا فأنا أستعين بوسائل التواصل الاجتماعي كثيرا لتقديم كل جديد أقدمه، ومتواجدة اليوم بقوة على منصات الفيس بوك، انستغرام والواتس آب تحقيقا لرغبة الكثير ممن أعجبوا بأعمالي.
المتتبع لهذا العرض يمكنه ملاحظة وجود الحزام بقوة في الأزياء التي تصميميها… كيف تعلقين على الأمر؟
صحيح لقد قدمت من خلال هذا العرض حوالي 50 قطعة ركزت في معظمها على إضافة الحزام من نوع الجلد الطبيعي والمدعم أحيانا بالتطريزات التقليدية، هي لمسة خاصة أضفتها على بعض تصاميمي لأنني رأيت أنها قادرة على إبراز المرأة بشكل أكثر أنوثة.
ما هي أهمية الأكسسوارات والماكياج في عروضك؟
أولي عناية خاصة لكل التفاصيل، وأهتم كثيرا بتدعيم الأزياء المعروضة بالإكسسوارات بالإضافة إلى حقائب اليد والأحذية التي هي من تصميمي وأستوحي في تصميمها ما يعكسه الموروث الثقافي للمنطقة وأراعي في ذلك استظهار الطابع المحلي، أما فيما يخص ماكياج وتسريحات شعر العارضات فأنا أعتمد على الحلاقة عبلة قرين والتي اعتبرها مدرسة بحد ذاتها في فن الحلاقة والتجميل، هي صديقتي ونحن متقاربتان كثيرا في التفكير لذا أثق كثيرا في عملها.
ما هي الصعوبات التي تصادفك؟
هناك نقص كبير للمادة الأولية بمدينة تقرت، لدي مشكل كبير من هذه الناحية، فأنا أضطر كثيرا إلى التنقل لولايات أخرى لجلب بعض الأقمشة كالجلد الطبيعي مثلا، وبشكل عام لدي رغبة ملحة لتوسيع مشروعي أكثر وتوفير مناصب شغل وتعليم الكثير من الفتيات، إلا أن غياب الدعم يحول بيني وبين تحقيق ذلك.
ما هي طموحات سهام؟
أي مصمم يطمح للعالمية، وأنا أطمح للوصول إلى عرض أعمالي في منصات العروض العالمية التي يتمنى أي شخص اختار هذا الطريق الوقوف عليها.