تعد الأمثال الشعبية أحد أشكال الأدب الشعبي المتميزة عن باقي أشكال الأدب الشعبي الأخرى، فهي تحمل في طياتها دلالات اجتماعية وثقافية عن مظاهر الحياة العامة السائدة في المجتمع، وتنـاول بعض الدكاترة و الكتاب الأمثال بالدراسة، حيث أنهم أولـوها قسطا وافرا من اهتماماتهم، حيث لا تخلو المكتبات من قواميس وكتـب ومصاحف تنـاولت المثل وأوضحت مغزاه
ومن أجل القاء الضوء على هذا الموروث اللامادي، إستضافت جنوبكم الدكتور أحمد التجاني سي كبير الأستاذ المحاضر بفسم اللغة والأدب العربي بجامعة قاصدي مرباح بورقلة مؤلف كتاب ” الأمثال الشعبية في منطقة ورقلة ” قصد احاطة القاريء الكريم بجوانب هذا الإصدار ..

حدثنا بداية عن مضمون الاصدار الجديد ؟
المؤلف هو حصيلة عمل مستمر طيلة عامين ونصف خلال تحضير مذكرة الماجستير، واعتدت تنقيحه وزيادة الأمثال المجموعة لأخرجه ككتاب بعد الطلب الملح من الطلبة عند اطلاعهم على مذكرة الماجستير وهي كتاب “الأمثال الشعبية في منطقة ورقلة جمع ودراسة تداولية بلاغية أسلوبية”، وقد جمعت الأمثال الشعبية من كثير من الرواة على رأسهم الوالدة
يعد الكتاب حصيلة سنوات من العمل الميداني التوثيقي حدثنا عن مراحل اعداده
تحدثت في الفصل التمهيدي عن الذاكرة الشعبية التاريخية ووضحت تاريخ المنطقة وتاريخ سكانها وأثنياتهم أي أعراقهم وأصولهم، ثم بينت وقائع الجمع ومنهج جمع المواد الشعبية والفلكلورية، ثم قدمت تعريفات للأمثال ومميزاتها موضوعاتها في الفصل الأول ، وفي الفصل الثاني كانت الدراسة الأدبية العميقة بدراسة بلاغية الأمثال الشعبية وأسلوبياتها وإيقاعها الصوتي، وفي الفصل الثالث كانت الدراسة التداولية الأمثال الشعبية، وهي دراسة نقدية حديثة تركز على دور المبهمات في النصوص والمفارقات الأدبية التي تحملها كما ركزت على الدراسة الحجاجية الأمثال الشعبية ومنه استخلصت بعض سمات المجتمع الورقلي وارتباطه البيئي الصحراوية في سرد أمثاله

ماهي أهم الصعوبات التي واجهتك ؟
من الصعوبات المتعلقة بالناس وخاصة الأكاديميين المعارضين للأدب الشعبي الذين يرون أنه جمع خاص بالاستعمار إذ أن المستشرقين الفرنسيين قد جمعوا أدبنا الشعبي ودرسوه في مخابرهم العسكرية ليفهموا التركيبة البشرية لمجتمعاتنا الصغيرة في الولايات والجهات وحتى في المناطق النائية، فكنت كلما جمعت الأمثال أصادف من يحقّر من شأن هذا العمل، ومن ناحية الجمع في منطقة ورقلة المتعددة الاعراق والاثنيات البشرية القاطنة بها ، فأجد المثل بعدة لهجات وتركيبات كذلك صعوبة كتابة الأمثال باللغة الشعبية التي تعتمد على الصوت لا التشكيل ، ورغم ذلك حاولت تتبع كتابة الكلمات مثلما تنطق فمثلا (منه ) أكتبها ( منو ) كما تنطق، وحرف القاف الشائع الاستعمال في المنطقة أيضا أربك الكتابة ( باقي ) التي تعني ( باغي) أي أريد، أكتبها بالقاف كما تنطق عندنا، وصعوبة فهم بعض الامثال وهي منقطعة عن حكايات الأمثال
ماهي أوجه الإختلاف في الأمثال باللهجة الأمازيغية الورقلية و العربية ؟
لم أتطرق للاختلاف بين الأمثال الأمازيغية والعربية
إلى أي فئة من القراء توجهه ؟
الكتاب موجه لكل الفئات الشعبية في الوطن العربي بما فيهم النخبة من الأكاديميين والطلبة بالدرجة الأولى ومحبي الأدب الشعبي بالخصوص
هل ساهمت الرسائل الأكاديمية في خدمة هذا الموروث ؟
بالطبع تساهم الرسائل والبحوث الأكاديمية في المحافظة على الموروث وخاصة اللامادي الشفوي منه ، كما فعلنا نحن ومن قبلنا العلامة محمد بن شنب في جمعه الأمثال الشعبية الجزائرية وكذلك الأديب الروائي البارع عبد الحميد بن هدوقة
هل مازالت الامثال الشعبية مرجعية الفرد الورقلي في أحاديثه اليومية ؟
لازالت الأمثال الشعبية أكثر النصوص الشعبية حضورا في الحياة اليومية وحتى الأدبية أي تواجهها في النصوص الشعرية أو الروائية على سبيل التناص والتضمين
هل ترى أن الدراسات حول هذا المجال كانت مقصرة في تناولها بشكل معمق ؟
هناك الكثير من الأعمال المقدمة أكاديميا حول الأدب الشعبي لكنها بقيت حبيسة رفوف المكتبات والجامعات وما فعلته أنا هو محاولة لتنوير الرأي العام الشعبي بأهمية الاعتناء بالأدب الشعبي على الخصوص وكل الموروث ، لأنه جزء من هويتنا وذاتنا العربية والاسلامية والبيئية الصحراوية أو الهضابية أو الساحلية ، كما أنه تعبير عن ثقافتنا الاثنولوجية العرقية الأمازيغية الضاربة في عمق التاريخ.
هل تعتقد أن التكنولوجيا قد عصفت برياح الأمثال الشعبية أم العكس ؟
بالعكس التكنولوجيا عصفت بالنصوص الشعبية فزادتها انتشارا بين الناس، فمعظم وسائل التواصل الاجتماعي تستعمل الأدب الشعبي لسهولته ووصولها للجميع وتركيز الفكرة فيه