تأثر قطاع التربية بجائحة “كورونا ” عبر كامل أطواره التعليمية ، حيث أدى الأمر إلى توقف قسري مبكر للدراسة الموسم الماضي 2019/2020 ودخول متأخر هذا الموسم سيتم على مرحلتين، لاول مرة في تاريخ الجزائر، حيث تمت العودة الى مقاعد الدراسة أمس الاربعاء، 21 أكتوبر برسم الدخول المدرسي 2020 / 2021 بالنسبة لتلاميذ الابتدائي في جميع ولايات البلاد، في حين حدد 4 نوفمبر المقبل لدخول تلاميذ المتوسط والثانوي
كما حدد مجلس الوزراء تاريخ 15 نوفمبر تاريخاً للدخول الجامعي، و22 من نفس الشهر لدخول طلبة التكوين المهني، حيث شددت السلطات على الاحترام الصارم لشروط النظافة وفق ما يقتضيه البروتوكول الصحي تحسباً للدخول المدرسي، مع تطهير المؤسسات التربوية لمدة 72 ساعة قبل الدخول، وإلزامية ارتداء الأقنعة لطلبة الثانوي وطلب المعلمون من التلاميذ جلب قارورات فردية من المعقم المائي الكحولي فور استئنافهم الدراسة أمس الاربعاء
وما يزيد الأمر تعقيدا بالابتدائيات هو أن التعامل سيكون مع أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 سنة، ما يعني صعوبة تلقينهم خطورة الفيروس ومضامين البروتوكول الصحي الخاص بكوفيد-19 ويصعب توجيههم ومراقبة تطبيقهم للبروتوكول
ورغم عمل المسؤولين بقطاع التربية على توفير مختلف الوسائل و التدابير الوقائية من تعقيم وتباعد، غير أن التطبيق على أرض الواقع يشكل التحدي الأكبر للمعلمين خاصة والطاقم التربوي عموما، حيث أن الطفل الذي تدفعه أفعاله اللاإرادية إلى اللعب رفقة زملائه واحتضانهم والأكل برفقتهم يكون من الصعب ضبطه والتحكم بتصرفاته وإقناعه أنه يمكن أن يشكل خطرا بنقله للفيروس لمحيطه و عائلته
تردي الأوضاع البيداغوجية
سنة 2016 قررت الحكومة سحب تسيير المدارس الابتدائية من المدراء بعد الشكاوى المتكررة حول تدخل البلدية في صلاحياتهم في التسيير، وفي سنة 2018 تكرر سيناريو تداخل الصلاحيات بين مدراء التربية ورؤساء المجالس الشعبية البلدية رغم أن القانون الأساسي النموذجي للمدرسة الابتدائية الصادر في 2016 حدد مهام كل طرف
رد وزارة المالية آنذاك على رؤساء المجالس الشعبية البلدية حول الصعوبات التي وجدوها في التكفل بتموين المدارس الابتدائية كان بالقول أن المراقبين الماليين يرفضون التكفل بهذه المهام التي يعتبرونها من اختصاص وزارة التربية الوطنية ، كان هذا في الوقت ذاته الذي أكدت فيه وزيرة التربية نورية بن غبريط أن تسيير المطاعم المدرسية من مهام البلديات .
مطلع سنة 2020 نقابة مديري المدارس الابتدائية تطالب بالفصل عن البلديات ، حيث وفي بيان لها طالبت النقابة بضرورة إلحاق تسيير المدرسة الابتدائية بوزارة التربية و فصلها عن البلدية في أقرب وقت و تزويدها بميزاينة مستقلة
حل جديد
تم هذا العام سحب تسيير المدارس الابتدائية في مجالي النقل والإطعام من البلدية وتوكل المهمة لمؤسسة عمومية تحت مسمى ” المؤسسة الوطنية للخدمات المدرسية “
و أوضحت الحكومة أن من بين أبرز أسباب هذا التغيير هو تردي وضع الخدمات المدرسية بالابتدائيات وخاصة النقص في عدد المكلفين بالهياكل المدرسية، لاسيما المؤهلين للعمل في الميدان المدرسي البالغ عددهم 11386 عونا على مستوى المطاعم الابتدائية، 6563 سائق حافلات النقل المدرسي، 50487 عونا على مستوى المدارس، إضافة إلى مشاكل تموين المطاعم وكذا سياسة التوظيف المنتهجة من قبل البلدية والتي تتميز بأجور زهيدة غير محفزة على الإطلاق
و تبقى أبرز المهام الرئيسية لهذه المؤسسة المستحدثة ضمان النقل المدرسي للمناطق النائية كضرورة وأولوية قصوى، إضافة إلى الأكل الصحي الطازج خاصة في فصل الشتاء بعيدا عن الوجبات الباردة التي أحدثت ضجة شتاء الموسم الماضي
يذكر أن تعداد تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة، الابتدائي والمتوسط والثانوي بالجزائر يفوق ال 9 ملايين متمدرسا، فيما يفوق عدد طلبة الجامعات المليون ونصف مليون طالب
وكان الوزير الأول عبد العزيز جراد، قد أشرف أمس الأربعاء على افتتاح الدخول المدرسي لسنة 2021/2020 من ابتدائية عبد الرحمان الأخضري بمدينة باتنة