بأنامل لا تمل من الإبداع وبنفس طويل ومهارة مميزة، تمكنت الحرفية وصانعة اللباس التقليدي حياة سكرة مختارة، ابنة بلدية المقارين، من التموقع في مجالها من خلال فتح فضاء تجرب فيه أفكارا مبتكرة لتطوير الصناعة التقليدية

وفي لقاء خاص مع “جنوب كم”، كشفت الحرفية حياة سكرة مختارة، عن عشقها لمهنتها التي زاولتها منذ الصغر ، سعت من خلالها لإدخال الفرحة على قلوب العرائس بتنويع منتجاتها وتقديم العديد من الألبسة التقليدية والحلي و الأفرشة الخاصة بالمنطقة

حياة أنشأت محلا خاصا بصناعة اللباس التقليدي الرسمي لمنطقة وادي ريغ ألا وهو ” الملحفة ” أو ” الباخمار ” ولواحقه من محارم و بخانيق و أكسسوارات مختلفة ناهيك عن الحزام العربي الذي يشد الملحفة، وورودها و مراوحها فضلا عن الزوادة والمراية، المكحلة، البخور والسخاب ..
زيادة على احترافها حياكة الأفرشة و الزرابي و الحقائب بمختلف الأحجام و الأنواع، تصنع حياة من سعف النخيل قففا و مرواح و أطباقا مطلوبة جدا وتقترح منتجات خزفية مزينة كالفوانيس وما لا يخطر على بال العروس الا بعد ان تزور ورشتها التي تفيض بالخيال الخلاق

ساعدها في ذلك انتماؤها الى عائلة تحترف الصناعة التقليدية منذ القدم، فصقلت موهبتها وصنعت منها حرفية ناجحة، حيث احتكت بالجدات لتعلم أسرار الصناعة التقليدية، خاصة ما تعلق منه بالطرز و النسيج
“كلما ابتعدنا عن المناطق الحضرية واتجهنا صوب القرى التي لاتزال تحافظ على عادات وتقاليد “زمان”، نجد العائلات لاتزال تتمسك بموروثها الثقافي” تقول حياة التي صنعت لنفسها نهجا وأسلوب حياة يزاوج بين الاصالة والمعاصرة

وتضيف قائلة “لاتزال الفتيات المقبلات على الزواج يقتنين الملحفة و اللباس التقليدي لأنها جزء من هوية وادي ريغ .. حاولت أن أبدع فيه بأشكال وأنواع شتى تستجيب لمتطلبات العصر في امتداد لصيق بالموروث الثقافي لضمان الاستمرارية لهذا الإرث، من خلال أدخال تعديلات عليها مع المحافظة على الأصل

من ورشتها التي تمثل عالمها الخاص، تنقل حياة منتجاتها عبر الفضاءات التجارية المختلفة وتتطلع الى اليوم الذي تتمكن فيه من خلق مكان للعرض وتسويق تحفها في المقارين لتبدع مرة أخرى في جذب عشاق اللباس المحلي ومشغولاته والرقي به الى منتج سياحي بامتياز تشد من أجله الرحال في انتظار تطور التجارة الالكترونية التي ستفتتح افاقا كبيرة للحرفيين على حد تعبيرها