انطلقت المنصة الاعلامية جنوبكم في مثل هذا اليوم من سنة 2017 بقناعة راسخة هي الايمان بأن الفورة التكنولوجية الرقمية هي الفرصة الذهبية لميلاد إعلام محلي يخرج من حنايا ورقلة
هاجسنا كفريق، هو تسليط الضوء على مناطق الظل الاعلامي التي تعاني قبل كل شيء من مركزية إعلامية أخرت لسنوات إبراز وسائل إعلام تنحاز أولا وقبل كل شيء للمنطقة
في جنوبكم سعينا منذ البداية الى التعامل مع الجنوب كمادة إعلامية خصبة مدفونة تحت رمال الصحراء بحاجة الى الاستكشاف مدركين أن سنوات من التعتيم والفوقية الاعلامية يستلزم منا ما يشبه النضال الاعلامي من أجل تقديم موضوعات وأخبار ووجوه غارقة في المحلية وممعنة في العالمية في الوقت ذاته في شتى نواحي الحياة وبما فيها الفنون والرياضة وريادة الاعمال والالتزام المجتمعي الذي اضحى جزءا مهما من هويتنا
بدأت تجربتنا في وقت لم يفرق فيه متابعونا بين صفحة اخبارية جديدة تنضم الى سلسلة الصفحات المحلية على الفضاء الازرق ومنصة رقمية قائمة بذاتها تواكب الصحافة الالكترونية الوليدة بالجزائر وجاءت اليوم النصوص القانونية لترسمها كصحافة قائمة بذاتها تمثل الاعلام الجديد ولتجعل من منصتنا التي سعت منذ البداية لفرض هوية جنوبية تبرز التنوع الانساني والثقافي للمنطقة وتعتز بجغرافية لا يرى فيها الاعلام التقليدي الا فلكلورا سياحيا في موسمه أو سلة صحراء برنت في الاقتصاد أو مسرحا للاحتجاجات المطالبة بالشغل والتنمية في الاخبار العاجلة
لم يثننا عن رسالتنا قلة عدد الفريق، فبيننا صحفيان غير متفرغان من الصحتفة المكتوبة وثلاثة من خريجي جامعة ورقلة ومعهد التكوين المهني انتظروا لاربع سنوات خلت الاطار القانوني الذي يعطي وجودا للصحفي الالكتروني ببلادنا
كما لم يثننا عنها قلة الامكانيات وانعدام الدعم المادي وبالمقابل، راعنا نجاح المنصة في خلق تواصل وجداني مباشر مع الجمهور في فترة زمنية وجيزة رغم أننا لم نقم باي حملة ترويجية ولم نحظ بتغطية إعلامية لا محلية ولا جهوية ولا وطنية تحتفي يميلاد تجربة إعلامية ترنو الى التميز من قلب الجهة
تمكن فريقنا من جذب الانتباه والتواصل مع عيون وقلوب الاف القراء والمتابعين والزوار للموقع وصفحة الفيسبوك التي تمتلك اليوم 178 ألق متابع للموضوعات المحلية التي تقدم بشكل جديد يضاهي المنصات العالمية محققة مقروئية عالية لأخبار ومقالات متعددة الوسائط وبورتريهات تبرز شخصيات محلية تعمل في الخفاء من أجل نهضة ثقافية واجتماعية واقتصادية وتنموية لورقلة والجنوب من خلال ابراز تراث ثقافي ضارب في القدم، وأحداث تاريخية شكلت فارقا في الضمير الجمعي الوطني ومنتوجا علميا وأدبيا وفنيا بارزا وطاقات نسائية وشبابية خلاقة وقضايا تنموية واجتماعية أمنية هي الشغل الشاغل للرأي المحلي قدمناها في قوالب تحريرية مختلفة عن المعهود تواكب أحدث ما يقدم في الاعلام الرقمي وتصبو الى المزيد من التحكم في التقنيات الحديثة لتقدم للجمهور مادة دسمة في قالب جذاب
نجحت جنوبكم في تقديم مادة اعلامية متنوعة لصيقة بالإنسان والمكان، ومع ذلك لا زال الكثير، ففريقنا الذي يستثمر وقته بالمجان متطوعا وبإمكانيات بسيطة لم يعط بعد كل ما لديه، فأحلامنا تفوق كل هذا بكثير وتطلعنا الى تأسيس مؤسسة إعلامية قوية مستدامة تحقق حلم الاعلام الجديد بمحتوى مميز يعبر عن مكنونات الجهة
نحتفل اليوم بعيدنا الرابع في ظرف صحي وسياسي واجتماعي دقيق لم يمكنا من الانفتاح المباشر والمادي على جمهورنا، الا اننا ندرك أن لا حدود تفصلنا عنكم وان القادم أفضل في عيد خامس نتمناه في ظروف أحسن بتحقيق ملائمة مؤسستنا مع متطلبات القوانين الجديدة المتعلقة بالصحافة الالكترونية بالجزائر بعد توطين منصتنا تحت النطاق الجزائري منذ أسابيع، وتحقيق المزيد من النجاح الميداني بمختلف الابعاد متمنين أن تكون سنة 2021 سنة فارقة نبرز من خلالها المزيد من مقومات النجاح الذاتي للجنوب والمزيد من الشخصيات الفاعلة التي تؤمن بهذا النجاح الذي لا يمكن تحقيقه الا بالنظر جميعا في اتجاه واحد، متمنين أن تكون منصتنا قيمة مضافة وأن تبقى جذوة الحماسة والشغف متقدة لتقديم المزيد في منطقة نراها كنزا للإعلام اليقظ ومنجما نصبو الى استغلاله