انه تراث الانسانية الذي بقي شاهدا على الوجود الانساني في الصحراء الجزائرية، جداريات صخرية على مرمى البصر تطالها يد التخريب في صمت مطبق للسلطات
حيث حذر الطيب مشور، أحد منظمي الرحلات السياحية في جانت، من الوضعية التي الت اليها العديد من المواقع بمنطقة الطاسيلي والتي تعرضت لتخريب اثار لا تقدر بثمن ونهب قام به سائحون زائفون قاموا بتخريب مواقع كاملة في منطقة تين نيكران وتاسيت ، شمال الطاسيلي حيث تم تحميل مئات من كتابات الجرافيتي على رسوم كتابات من مواقع تعود للعصر الحجري الحديث، ويعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 10،000 عام. وتم تدمير اللوحات الصخرية إلى الأبد وذات القيمة الفنية والثقافية التي لا يمكن تحديد آثارها إلا من متخصصين في الفن الجداري.

ويرى السيد مشور، الذي يعمل بالمنطقة ويجوبها دوريا في اطار مهنته، ان الوصول غير المنضبط إلى مواقع معينة قد فسح المجال للمخربين بعيدًا عن أي ضوابط، وتؤثر هذه الظاهرة سلبا على العديد من المواقع في جميع أنحاء الصحراء ، في منطقة الهقار والطاسيلي وكذا في تاغيت بوادي الساورة وحتى في مواقع بالهضاب العليا في جبال القصور على محور مغرار ، عين الصفراء ، بوسمغون ومنطقة الأغواط.
العديد من منظمي الرحلات السياحية وأصدقاء الطبيعة والتراث لا يعرفون ماذا يفعلون حيال هذه الظاهرة التي تضر بحضارة المنطقة كخلفية قاتمة تنشر أسوء صور التخريب والطمس المنهجي في غفلة من السلطات الوصية.

وأكد مراد تيمبو ، منظّم الرحلات السياحية ، الذي تم الاتصال به ، وجود مئات المواقع التي دمرت في محور إليزي وادي إهرير ، كما أكد لنا الطيب مشور أن هذه الجرائم ضد التراث تطال منطقة تاسيت وتين تكران.

ماذا ينبغي فعله أمام هذه الكارثة المعلنة؟ التصرف بطريقة أكثر صرامة مع وكالات السفر، كما يقترح بعض المهنيين المزيد من الضوابط وعدم إمكانية الوصول إلى المواقع دون مرشدين رسميين من حظيرة الطاسيلي الثقافية فضلا عن تعزيز الموارد البشرية لتغطية كل هذه الحظيرة التي تساوي مساحتها دولة مثل سويسرا.

وقد بدأ بعض نشطاء المجتمع المدني بالفعل في تنبيه المسؤولين المحليين والصحافة ووزارتي الثقافة والسياحة إلى ضرورة اتخاذ تدابير استعجالية قبل أن تأخذ هذه الكارثة نطاقًا كبيرًا والتي قد تؤدي أيضًا إلى خفض مستوى تصنيف حظيرة الطاسيلي من طرف خبراء اليونسكو. كما سييكون الخطر أكثر فداحة إذا لم يكن فتح الحظيرة للمواطنين مصحوبًا بتدابير صارمة للسيطرة على التدفقات. الخطر المحتمل هورؤية الآلاف من لوحات مدينة “صفار” تختفي إلى الأبد