تحلم أن تصبح تلميذا ورياضيا، هذا هو الرهان
تحلم بنجاحك تلميذا ورياضيا وتوفيقك في كلا المسارين
ما تحلم به من بين التحديات الكبيرة التي تشغل المركز الوطني للطب الرياضي بالجزائر. ويراهن فريق المختصين النفسانيين بالمركز على رفع التحدي بمختلف جهات الوطن من خلال المراكز الجهوية لتعميم الاستشارة النفسية للتلميذ الرياضي في تحقيق التوازن النفسي وهو ما وضحته لجريدة جنوب.كم المختصة النفسية كريمة حاج أعراب والتي أكدت أن تجربة المركز الوطني كانت ناجحة وأثبتت نجاعتها إلى حد ما في المتابعة النفسية للعديد من النوادي الرياضية على غرار أكاديمية نادي برادو وإشرافها شخصيا على العديد من الرياضيين كلاعب المنتخب الوطني لكرة القدم اللاعب رامي بن سبعيني.
السيدة كريمة حاج عراب المختصة في طب النفس الإكلينيكي بالمركز الوطني للطب الرياضي أوضحت خلال لقائنا بها على هامش الملتقى الجهوي الثاني للطب الرياضي الذي تم تنظيمه بولاية ورقلة أن من أبرز المشاكل التي يواجهها الرياضي المتمدرس هو كيفية التوفيق بين مساره الرياضي والدراسي دون أن يضطر إلى التخلي عن مستقبله الرياضي لاستكمال دراسته أو العكس وتعد هذه المهمة من أولويات المختصين النفسانيين في المركز الوطني لطب الرياضة وكذا المراكز الجهوية على المستوى الوطني بما فيها المركز الجهوي للطب الرياضي بورقلة والذي من المنتظر افتتاحه خلال الأيام القليلة القادمة.
ويعمل الفريق المختص في الطب النفسي على تعليم الرياضي بعض التقنيات والميكانيزمات في التحضير الذهني التي تساعده في تحقيق الكفاءة الرياضية وتجاوز المشكل الذي يصادف الرياضيين المتمدرسين بتحقيق التوازن النفسي، خاصة ما تعلق بالضغوطات النفسية التي يتعرض لها إذا كان مثلا بصدد التحضير لاجتياز شهادة البكالوريا وكذا المشاركة في منافسة رياضية هامة وسواء كانت هذه الضغوطات صادرة من المحيط العائلي أو المحيط الرياضي أو الدراسي.
ويشكل تقاطع تواريخ اجتياز التلميذ الرياضي للامتحانات في المدرسة والمنافسات الرياضية في نفس الوقت أحد المشاكل الواقعية التي تؤثر بشكل كبير على مستقبل الرياضي التلميذ وتمنعه من تحقيق الهدفين معا، وقد دعت في هذا الصدد المختصة النفسية إلى ضرورة خلق تواصل بين وزارة التربية ووزارتي الرياضة والصحة للبحث عن حل نهائي لهذا المشكل الذي يعترض طريق الكثير من الرياضيين المتمدرسين ويضعهم في موقف الاختيار الصعب.
وأكدت ذات المختصة النفسية على أهمية المتابعة والعناية النفسية للرياضي والتي تؤثر بشكل كبير على مساره الرياضي لما لها من انعكاس على الاستمرارية في المجال وتخطي الضغوطات النفسية وتمكينه من التحكم في نفسه والقدرة على تسيير علاقاته ومساعدته على التكيف مع المشاكل النفسية التي قد تعرضه لخطر الوقوع في اكتئاب أو التي قد تؤدي به إلى الإدمان وتنهي مساره الرياضي، فضلا عن أن المرافقة النفسية للرياضي تعد من بين أهم الدعائم لاسترجاعه ثقته بنفسه والمحافظة على كفاءته الرياضية خاصة بعد تعرضه للإصابات أو الخسارة في المنافسة.
ويعد فقدان الثقة بالنفس بسبب التعرض للإصابات أو نظرا للضغوط النفسية أو اجتياز اللاعب المحترف لمرحلة صعبة في حياته من الدواعي الملحة لإجراء استشارة نفسية وطلب المرافقة التي تمكنه من تجاوز هذه الفترة دون التأثير بالسلب على كفاءته الرياضية، ومن شأن العناية النفسية في مرحلة معينة تمكين الرياضي من تطوير ثقته في نفسه وتعلم كيفية تسيير الضغوطات دون الحاجة إلى العودة إلى المختص النفسي، وحسب المختصة النفسية فإن الرياضي المحترف كما هو في حاجة إلى متابعة صحية واستعداد فيزيولوجي وذهني فهو في حاجة ماسة أيضا للمتابعة النفسية والتحضير السيكولوجي سواء خلال الحصص التدريبية أو المنافسات الرياضية.