
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي بالوادي جدلا واسعا إثر انتشار صور ومقاطع فيديو لعمليات هدم قبة المحطة ليلة الثلاثاء 18 -08-2020 في مشهد تراجيدي أمام أنظار المواطنين ، وعبّر روادها عن استيائهم من هدم معلم تاريخي يمثل الذاكرة الوطنية وتغيير ملامح وادي سوف التاريخية عبر إزالة بعض من معالمها، في حين اعتبر آخرون أن البناية تمثل رمزا للاستعمار و ليست أثرية وأن هدمها ضروري” من أجل ابراز الوجه الحضري للمدينة ..

مفاجأة
و فوجئ مواطنو ولاية الوادي بقرار اعلان مصادقة المجلس الشعبي البلدي لبلدية الوادي يقضي بهدم صومعة المحطة الأثرية المقابلة لمقر البلدية بحجة حالتها المهترئة و إفساد منظر واجهة البلدية

صومعة بلدية الوادي و التي تعد أهم معالم تاريخ سوف أثارت جدلا واسعا في الوسط السوفي منذ أشهر حول قرار هدمها أو ترميمها ، ما جعل والي الولاية يقترح في شهر فيفري الماضي اجراء سبر أراء للمواطنين من أجل ابقاء أو هدم المعلم ، كاشفا أنه شخصيا مقتنع بهدمها لأنها تشوه منظر المقر الجديد للبلدية

شاهد معماري تاريخي
صومعة المحطة ذات الطابع المعماري السوفي التقليدي ، تعتبر واحدة من أهمّ الشّواهد التّاريخية بهندستها المعمارية ، شاهد حي و ملموس على مرور القطار لمدينة الوادي سنة 1946م ، فضلا عن احتظانها لإحتفالات الاستقلال 1962 م
المختصون يدخلون على الخط
و أوضح الأستاذ محمد الصالح بن علي الباحث في التاريخ والتراث السوفي في هذا الصدد : أنه يعود تاريخها إلى أربعينيات القرن الماضي ، حين قرّر الحاكم العام للجزائر بتاريخ الرّابع من شهر فيفري سنة 1946 ربط مدينة الوادي بمحطة اسطيل للقطار، وبدأت الأشغال سريعة في يوم الفاتح من أفريل سنة 1946 وانتهت في شهر أكتوبر سنة 1946، وتمّ ذلك بسواعد أهل المنطقة ، وفق عملية استغلالية “السُّخرة والحلاس”، فكانت الصّومعة آخر نقطة يصلها القطار القادم من الشمال ، والذي توقّف عن المجيء نهائيًا في شهر ماي سنة 1958

كنوز الجزائر تتاسف
و أعلنت الجمعية الوطنية السياحية ” كنوز الجزائر” -المكتب الولائي بالوادي- عن كامل أسفها اتخاذ قرار هدم صومعة البلدية إحدى المعالم التراثية التاريخية بالمنطقة ، رغم أن الدور المنوط به في قانون البلدية هو الحفاظ على التراث الثقافي للمدينة ، واعتبرته تخلي من المجلس البلدي الوادي عن تاريخ وكفاح الأجداد وإهمال تراث معماري لا يمكن تعويضه..
و أعربت الجمعية عن رفضها الكامل لأي محاولة للمساس بصومعة البلدية ، كاشفة أنها ستستنفذ كافة الحلول القانونية والشرعية لأجل منع هذا القرار المجحف والغير المسؤول إتجاه الطابع التقليدي للمنطقة الهيئة الوطنية للمهندسين الجزائريين مكتب ولاية الوادي دخل على التماس وأصدر بيانا يندد فيه هذا القرار و طالبوا والي الولاية بوضع حد لكل من يحاول المساس بالهوية والمعالم الثقافية ، في إطار الحفاظ على الطراز المعماري من التشوهات والطمس انصافا للأجيال القادمة . و أكدوا على حرصهم التام واستعدادهم الكامل من أجل وضع مخطط عمل يعمل على دمج المعلم مع محيطه الجديد من خلال إقتراح اجراء مسابقة معمارية وعمرانية محلية تحت عنوان” اقتراح أفكار لدمج الصومعة مع محيطها الجديد” ، يشارك فيها كل المهندسين المعماريين بكل طاقاتهم الابداعية والفنية.
لا لهدم الصومعة
” لا لهدم الصومعة ” عبّر من خلالهما رواد مواقع التواصل الإجتماعي عن مواقفهم المنددة لقرار الهدم ، و دعا عدد من الناشطين الى تداول هاشتاغ لحماية الصومعة ، بغية إيصال الصوت الرافض إلى السلطات الولائية .. وحسب مصادر فقد قرر هدم و إزالة “القبة” فقط و تم الإبقاء على المنارة..
