على إثر تسجيل حالات حمى المستنقعات ببعض ولايات الوطن و للتأكيد على وجوب اليقظة الصحية بهذه الفترة نشر الدكتور جمال معمري، رئيس مصلحة الوقاية الاسبق بمديرية الصحة بورقلة منشورا هاما للتذكير بأهم وسائل المكافحة مع مهام كل قطاع.
بالنسبة لحمى المستنقعات الملاريا,هو مرض تسببه طفيلية تسمى بلاسموديوم تنتقل للإنسان عن طريق بعوضة تدعى الأنوفال والتي تفضل العيش بالمياه العذبة أو قليلة الملوحة, و تنشط في درجة حرارة معتدلة مثل هذه الفترة (سبتمبر- أكتوبر- نوفمبر ), و تُعرف ولايات الجنوب منذ القدم بالبيئة الملائمة لتطور هذا الوباء مناخيا و جغرافيا, و رغم النتائج الطيبة المحققة بالسنوات الأخيرة، إلا أن هذا لا يدعونا لمراوحة مكاننا بل بالعكس تماما يتطلب منا يقظة حثيثة حتى نتفادى سيناريوهات قد تعصف بالمجهودات السابقة خاصة مع عوامل الخطورة المحدقة و تراخي بعض الجهات نظرا لتركيز الجهود على الجائحة.

و تتمثل أهم وسائل المكافحة في :
المكافحة الكيميائية
وتكون بإشراف من مكتب حفظ الصحة و النظافة بالبلدية ,و في إطار عمل تكاملي مع المصالح الصحية و تتمثل أهم الإجراءات في :
1- معالجة المستنقعات الراكدة باستعمال المبيد الحشري للقضاء على اليرقات في المرحلة المائية
– 2- القيام بعملية الرش حول المنازل و بداخلها على مستوى الأحياء الحضرية التي يتكاثر فيها الناموس, و هنا وجب تفهم السكان لأهمية العملية و تعاونهم.
3 – تكثيف عملية التضبيب الحراري في الفترة المسائية عند الغروب, في حالة عدم وجود الرياح.
4 – استعمال المبيدات الحشرية و آلات الرش الموصي بها من طرف المنظمة العالمية للصحة, مع حرص الأعوان المكلفين باستعمال وسائل الوقاية الشخصية.

المكافحة الفيزيائية
و تكون بالتنسيق مع القطاعات المعنية (الفلاحة، الري، الجزائرية للمياه، الأشغال العمومية، السكن، البيئة، المقاولات الخاصة……) و تتمثل أهم الإجراءات في:
1 – ردم المستنقعات و البرك داخل و بجوار التجمعات السكانية.
2- تغطية الآبار و البراميل المملوءة بالماء، أو إفراغها إن أمكن.
3- عدم ترك حفر أساسيات البنايات التي هي في طور الانجاز، للحيلولة دون تجمع المياه.
4- سحب و شفط المياه بأقبية العمارات.
5 – تنظيف الخنادق بالمناطق الفلاحية مع إزالة النباتات الطفيلية والأوحال من أجل تسهيل جريان المياه.
6 – منع رمي و تحويل مصبات المياه القذرة في الخنادق مصدر تكاثر سمك القمبوزيا.
7- الإصلاح الفوري للأعطاب و التسربات الواقعة في شبكة توزيع المياه الصالحة للشرب.

المكافحة البيولوجية
و تكون بالتنسيق مع مديرية الصيد البحري و الموارد الصيدية, و التي تتمثل في زرع سمك القمبوزيا الآكلة ليرقات الناموس في الخنادق النظيفة و البحيرات.
دور ممارسي قطاع الصحة
يكمن في التكفل السريع بالحالات المسجلة, مع وجوب التشخيص المبكر للمرض, خاصة الأطباء العامون بالقطاع العام و الخاص والذين يتوجب عليهم طلب التحاليل البيولوجية مباشرة في حالة الشك بالحالة خاصة إذا كانت عبارة عن حمى غير معروفة المسبب, أو كان مريضا قادما من دولة إفريقية أو حتى من ولاية تمنراست, أدرار,.
كما أن هناك عمل ميداني يتمثل في كشف حاملي المرض قبل ظهور الأعراض في إطار المتابعة البيولوجية لأنهم هم من يشكلون حواضن الطفيلي , كما أن هناك عمل متخصص في علم الحشرات على مستوى كل التجمعات المائية للبحث عن وجود محتمل ليرقات بعوض الأنوفال
و يبقى دوما الدور الأساسي منوط بالمواطن
من حيث التحلي بالروح الإيجابية, بالتدخل دون انتظار السلطات فيما هو مقدور عليه مثل ردم التجمعات المائية الصغيرة على مستوى الحي السكني, إصلاح أعطاب شبكة توزيع المياه أو التبليغ عنها و ضرورة الالتزام بوسائل الوقاية الشخصية كاستعمال الواقيات من الناموس استعمال المبيدات, غلق النوافذ قبل الغروب بداية تحرك و نشاط البعوض كما أن هذه دعوة لجميع الفاعلين من جمعيات وسلطات محلية و أئمة مساجد للتعاون و التحسيس حول الموضوع