كشفت مصالح الوزير الأول عبد العزيز جراد، أن الحكومة صادقت على مشروع مرسوم تنفيذي يتضمن تحويل مشروع إنجاز الـمدينة الجديدة لحاسي مسعود من وزارة الطاقة إلى وزارة السكن والعمران والمدينة، وكذا إعادة تشكيل مجلس إدارة الهيئة الـمكلفة بالمشروع خلال اجتماع ترأسه الوزير الأول الأربعاء الفارط
وأوضح بيان صادر عن الوزارة الأولى أن الحكومة استمعت خلال الاجتماع إلى عرض قدمه وزير السكن والعمران والـمدينة يتعلق بدراسة مشروع مرسوم تنفيذي يعدل ويتمم الـمرسوم التنفيذي الـمؤرخ في 18 سبتمبر 2006 الذي يحدد مهام هيئة الـمدينة الجديدة لحاسي مسعود وتنظيمها وكيفيات سيرها..

منطقة أخطار
و أنشئت المدينة الجديدة حاسي مسعود على خلفية تصنيف المدينة الحالية حاسي مسعود كمنطقة مخاطر كبرى للأشخاص و الممتلكات كونها موجودة على محيط أكبر حقل بترولي في البلاد ، ويهدف المشروع الى ازاحة الخطر و تعزيز القطب التنموي بجنوب البلاد و تثبيت التنمية الموازِنة للاقليم ، ويقع مشروع المدينة الجديدة ضمن الكتلة 445 لمنطقة وادي المرعى، على بعد 95 كلم عن مدينة ورقلة و 95 كلم عن مدينة تقرت و 75 كلم عن المدينة الحالية حاسي مسعود..
ويهدف المشروع الى انشاء مدينة ذات استقلالية على مساحة اجمالية تقدر ب 4483 هكتار و التي ستكلف 6 ملايير دولار حسب مصادر مطلعة ، و تشمل : منطقة التعمير و التهيئة بمساحة 2044 هكتار _ منطقة التعمير المستقبلي بمساحة 1161 هكتار _ ومحيط الحماية المدنية بمساحة 313 هكتار _ منطقة نشاطات الإمداد بمساحة 965 هكتار ، و تتميز المدينة الجديدة بإطار سكني مميز ومنطقة صناعية لوجيستيكية مزودة بمختلف الوسائل سيّما النقل الجهوي : البري ، الجوي ، السكك الحديدية

واحة عمرانية
وصممت المدينة الجديدة حاسي مسعود على أساس يتضمن خصائص معمارية وبيئية وثقافية صحراوية ترقى بها الى مصف الواحة العمرانية، فضلا عن تصميمها كنموذج مثالي للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية، ولجعل الفضاء المعيشي أكثر صحية و راحة ستحتوي المدينة في كل حي من أحيائها على فضاءات خضراء متنوعة لاسيما الحظيرة المركزية و الحظائر الجوارية و الساحات ، كما ستنتج الكهرباء بالمدينة في مراكز توليد الطاقة الشمسية بالتنسيق مع مجمع البحث و التنمية في الطاقات المتجددة الذي سيشكل المنبع الطاقوي الأساسي للمدينة

وبرمجت بالمدينة الجديدة حوالي 60 ألف وحدة سكنية ؛ وقد تم إنشاء أبار المياه وقنوات الصرف الصحي والأماكن المخصصة لشبكات المياه ورمي النفايات، إلى غيرها من أشغال التهيئة بهذا المشروع السكني الضخم ؛ إلا أن هذا المشروع بين عشية وضحاها وبشكل مفاجئ عرف تذبذبا في الأشغال ثم أعقبه توقف ماجعل مستقبل سكان المنطقة غامضا ورهينة هذا الوضع..
وكانت وزارة الطاقة المكلفة بالمشروع قد وجهت دعوة منذ السنتين للمستثمرين و المرقيين العقاريين من القطاعين العام والخاص المهتمين بصفقات الامتياز الخاصة بالأراضي في المدينة الجديدة لحاسي مسعود ومنطقة النشاط اللوجستي التابعة لها لإنجاز واستغلال المشاريع الاستثمارية على مستوى مختلف القطاعات

و تنقسم عملية بناء هذه المدينة الجديدة في مرحلتها الأولى الى عدة مراحل: المرحلة الأولى التي تمتد من عام 2014 إلى عام 2018، تشمل على وجه الخصوص انجاز أشغال البناء والمعدات التي تسمح باستيعاب 45.000 نسمة ، فيما تشهد المرحلة الثانية (2019-2020) إنجاز جميع المعدات لرفع طاقة الاستقبال الى 000 67. نسمة ، أما بخصوص المرحلة الثالثة من المشروع (2021-2030) فمن المنتظر أن تصل طاقة استيعاب المدينة الى 80.000 نسمة

وتعد مدينة حاسي مسعود الجديدة مدينة لدعم التنمية المستدامة للنسيج الاقتصادي للمنطقة لضمان خلق نحو 40.000 منصب شغل ، حيث ستكون الوظائف الأساسية للمدينة الجديدة متعلقة بالنشاطات الطاقية والأكاديمية والثقافية والرياضية والترفيه