اكتشف باحثون يابانيون من جامعة كيوتو، بكتيريا لديها شراهة كبيرة في التهام المواد البلاستيكية
ولأول مرة في العالم، أثبت دراسات علمية قام بها فريق باحثي جامعة كيوتو في عينات من أكوام القمامة بكتيريا آكلة للبلاستيك

وبعد خمس سنوات من البحث ودراسة زهاء 250 عينة، تمكّن الفريق من عزل بكتيريا يمكنها العيش على مادة تريفثالات الأثيلين المتعدد، وهو مركب بلاستيكي شائع الاستعمال في العبوات والملابس
وقد أطلق على النوع الجديد من البكتيريا اسم إديونيلا ساكينسيس وما يميز الاكتشاف الفريد من نوعه هو أن الجرثوم، بسهولة، حيث قام الباحثون بترك مركب تريفثالات الأثيلين المتعدد في مرطبان دافئ مع المستنبت الجرثومي ومغذيات أخرى، وبعد عدة أسابيع اختفت المواد البلاستيكية برمتها حيث تفضل أن تتغذى على مادة البلاستيك غير المتبلورة بدلاً من المتبلورة، وهي المنتجات البلاستيكية المصنعة المتداولة والتي غزت العالم
ويؤكد شوسوك يوشيدا، العالم الياباني الذي قام بهذه الدراسة، أن المعالجة المسبقة لمادة البولي إيثيلين تيرفثالات، وهي مادة البلاستيك، بغرض زيادة المساحة غير المتبلورة في البوليمر، من شأنها أن تجعل البكتيريا تلتهم القمامة بشهية أكبر، مما يعزز آمال استخدامه للتخلص من نحو 311 مليون طن من البلاستيك المنتج سنويا في أنحاء العالم
فالبكتيريا تستخدم الهيدروكربونات الموجودة في البلاستيك كمصدر للغذاء والطاقة، أي تستخدمه بشكل أساسي كطعام لها، لهذا أضحى الباحثون في سباق مع الزمن لتقليص مدة القضاء على البلاستيك بشكل نسبي، وهذا ما يحتاج إلى تطوير في الأبحاث، وذلك للتقليص من مدة فعلها لذلك لأنها تستغرق وقتا طويلا نوعا ما
ويذكر أن النفايات البلاستيكية هي المشكلة الأخطر التي يواجهها كوكبنا على الرغم من حملات التوعية التي يقودها نشطاء بيئيون، حيث ينتج البشر قرابة الـ45 مليون طنا سنويا من مخلفات البلاستيك ويعاد تدوير 10% منها فقط،
والمشكل الأكبر ما يذهب منها إلى البحار والمحيطات حيث أن البلاستيك المستخدم في صناعة البضائع يساهم بشكل اساسي في تلوث البيئة البحرية ونفوق الاسماك، إذ أن الكثير من النفايات البلاستيكية ينتهي بها الحال في وسط البحار والمحيطات، ما يؤثر على الحيتان والطيور والسلاحف ويضر بالأسماك التي تتغذى عليها،
ووفقا للتقرير الذي نشرته مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، فإن 99% من الطيور البحرية معرضة لابتلاع جزيئات البلاستيك جنبا إلى جنب مع الغذاء حتى عام 2050، وهذا ما يجعلها عرضة للموت لأنها لا تستطيع تحليل البلاستيك